ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 8

31 أكتوبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (8) لأهمّية الحكمة في الحياة قد أثنى الله عليها لرسوله وقال: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ...). والحكمة في هذه الآية المباركة تعني الطرح المنطقي للموضوع باستخدام الأدوات العلميّة والدليل العقلي، وذلك على نحوٍ تتفاعل معه الفطرة في داخل المستمع، بحيث لا يبقى له مفرٌّ من حكمها عليه إلا هواه الذي يكشف عناده للحقّ ويجعله في مواجهة تأنيب ضميره. إنّ هذه البصيرة القرآنيّة توجّهنا نحو تحرير عقولنا بالقدرة على إقناع الغير والإقتناع منه على محور الحقّ بلا تعصّب. وهنا مجموعة مسائل: • الأولى.. إعتماد الحقّ بما هو حقّ لا بما يحبّه الناس. فالناس ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 7

29 أكتوبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (7) لا يوجد أحدٌ لا يحبّ الخير، وحتى الذي يمارس الشرّ يحبّ الخير ويغضب إن نسبتَ له شرّه وانتقدته عليه. ولكن لماذا الإنسان يحبّ الخير هكذا؟ لأنّه مشدود إليه بالفطرة.. ولأنّ الخير معناه فيه وإسمه معه.. ولأنّ الإنسان بالخير يعيش ناجحًا محترمًا سعيدًا.. وشامخًا محبوبًا مهيبًا.. وجذّابًا عزيزَ النّفس وجيهًا... ولماذا لا يكون أكثر الناس من أهل الخير؟ لأنّهم يطلبونه بلا سعيٍ وتعبٍ واهتمام.. وهذا ما لا يكون ولن يتحقّق. أليس الله -عزّ وجل- قال وبأداة الحصر: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 6

27 أكتوبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (6) هل الأكثرية معيارُ حقٍّ لاتخاذ القرار، أو هي صالحةٌ لتكون الدليل على معرفة الحقّ وموضعه ومصداقه؟ هذا ما رَفَضَه القرآنُ الكريم والنبيُّ وأهلُ بيته (عليه وعليهم السلام). لذا يقول الإمام الكاظم (ع) في حديثه لهشام بن الحكم: "ثم ذَمَّ الكثرة" واستشهد (ع) بالآية: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ). بل ويؤكّد الإمام على العكس قائلًا: "ثم مَدَحَ القلّة" واستشهد بالآية: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ). نعم إذا كانت الأكثرية في جمع الفقهاء وعدول المؤمنين فقط وهم في إطار الشورى بينهم أو التوافق العقلائي -لا الحزبي والفئوي- وذلك لحسم ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 5

26 أكتوبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (5) في حديثٍ طويلٍ للإمام الكاظم (ع) شَرَحَ لصاحبه هشام بن الحكم دور العقل في فهم الدّين وتعاضدهما في الإرتقاء بشخصيّة الإنسان النوعيّة، يؤكد فيه الإمام (عليه السلام) على مرجعيّة العقل الشرعي في وعي العقائد الدّينية مستعرضًا 29 آيةً حيث ختمت رؤاها بكلمات مثل: (أَفَلَا يَعْقِلُونَ) (لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وما أشبه. على ضوء هذا الحديث الشريف نقول إذا عَقَلَ الفرد وتَفكّر فآمَنَ بالعقائد (كوجود الله ووحدانيّته، والنبوّة والإمامة، واليوم الآخر) فقد دلّه هذا العقلُ نفسه أيضًا على الإيمان الكُلّي بالأحكام الفقهيّة والآداب الأخلاقيّة باعتبارها صادرة عن هذا الإله العليم الحكيم، ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 4

25 أكتوبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (4) لماذا سُمّي العقل عقلًا؟ لأنه يَعْقِلُ صاحبَه عن ارتكاب القبائح واقتراف الآثام والمفاسد. ويُقال له اللُبّ، لأنه خلاصة روح الإنسان والتي بها يتحقّق معناه في الإنسانيّة. ويُطلَق عليه الحِجَا، لأن به يحتجّ صاحبُه على غيره في المناظرة. ويسمّى الحِجْر، لأنه يحجر عن الوقوع في الرذيلة ويحول دونها ويمنع. ومن أسمائه النُّهَى، لأن حكمه يكون نهاية الدليل إلى الصّواب، فما يصل إليه العقل السليم ليس بعده شيءٌ آخر. نعمةٌ عظيمةٌ كهذه أليس من الظلم والغباء أن يعتقلها صاحبها في سجن الهوى ويقطع عنها سبيل الحركة والقيادة؟! من هنا كانت دعوتنا إلى تحريره.. ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 3

23 أكتوبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (3) في زمن الحيرة والتذبذب والضّياع ونزيف الإنقسامات والصّراع.. كيف نميّز بين الحقيقة والخرافة وندرك بأنّ هذا من الدّين الحقّ وهذا من الدّين المزيَّف؟ المفتاح الحلّ بيد العقل الذي في داخلك.. فهلّا أعطيتَه دوره في فحص المعلومات الواردة إليك كدور ملكة النّحل التي تفحص أفراد خليّتها العائدين إليها قبل دخولهم مملكته وإفسادها بالسّموم إن وقعوا على غير الزّهور الطيّبة. إنّ هذا هو دور العقل الطبيعي الذي أراده الله لنا لما رَكَّبَه فينا ليميّزنا عن البهائم التي اختارها أكثر الناس أسوةً وقرّروا أن لا يتميّزوا عنها إلا في الشّكل!! يقول الإمام علي (ع): ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 2

22 أكتوبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (2) • ليس العقل هو ما يخطّط به البعضُ لباطله ويخدع به الناس في ثوب الحقّ، إنّما هذا هو (النّكراء) هو (الشيطنة) الملبوس بثوب العقل كما يسمّيه الإمام الصادق (ع) في جوابه على سؤال الرّاوي: ما العقل؟ قال (ع): "ما عُبِدَ به الرّحمنُ واكتُسِبَ به الجنان". قال: فالذي كان في معاوية؟ فقال (ع): "تلك النكراء! تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل، وليست بالعقل". ولعلّ التسمية بالنّكراء نظرًا إلى أنّ الشخص هنا يتنكّر للعقل باتباع ما يمليه عليه هواه. البعض يمارس النّكراء والشيطنة وهو عالمٌ بما يمارسه من خبثٍ وباطل. ولكن الأخطر هو مَن ...

ساهم في تحرير عقلك | الرسالة 1

21 أكتوبر، 2016
مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (1) إعلم بأنّ العقل هو أوّل مخلوقات الله في البُعد الملائكي والبُعد الإنساني. فبالنسبة للإنسان -وهو موضوع رسائلنا الجديدة في هذه السلسلة الوجيزة- لا يمكن تكليفه بفعلٍ شيء أو تركه إلا بقوّةٍ في داخله قادرةٍ على إدراك الخير والشرّ، ليستطيع بعد الإدراك اتخاذ قراره العملي في مجال الحقّ والباطل والحُسن والقُبح. وعلى هذا الأساس يأتي الجزاء العادل من الله للإنسان إما عقابًا بالنار وإما ثوابًا بالجنة. من هنا أسقط الإسلام التكليف عن المجنون، ولكنّه أوجب على الجاهل أن يتعلّم. فإذا قال يوم القيامة: ربّي ما كنتُ أعلم. يردّ الله عليه: وهَلّا تعلّمتَ. هذا ...

راية تأبى السّقوط

18 أكتوبر، 2016
راية تأبى السّقوط خلاصةً لكلمة سماحته السّنويّة في فعالية رفع العَلَم بحسينية أهل البيت (ع). ليلة الحادي من شهر محرّم الحسين سنة 1438 * بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ يقولون عاد الحسين في شهره الدّامي... أقول متى ذهب الحسين ليعود الآن؟! الحسين (عليه السلام) الذي أعطى قلبه لله فأعطاه الله قلوب ملايين الملايين من محبّي الحق والعدل والحرية والأخلاق منذ 1373 سنةٍ في طول التاريخ تأبى قضيته العادلة أن تنتهي ورايته الخفّاقة بالحقّ أبيّة على السّقوط. أنتم هنا حلقة واحدة بين ملايين الحلقات المجتمعة الآن في مشارق الأرض ومغاربها .. هنيئًا لكم بهذه السعادة. سعادة رفع راية الحسين والعباس، فكيف ينتهي ...

واجباتٌ وآداب في تعظيم الشعائر الحسينية

17 أكتوبر، 2016
واجباتٌ وآداب في تعظيم الشعائر الحسينية بيان سماحته حول الموسم الحسيني لعام 1438 ويتمّ نشره اليوم (يوم المباهلة الشريفة) ليستفيد من مضامينه المهمّة مَن يهتمّون بإحياء أمر النبيّ الكريم والأئمة الأطهار (ع) والله المستعان. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمُ اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ، وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ، وعلى أخيهِ العبّاس، وأخِتهِ الحوْرَاءِ زَيْنبْ، وعلى أصحَابِه والمُلبّينَ لِنُصرَتِه في كُلِّ زَمان ورَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه. قال الله -عزّ وجل-: (ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ). كيف تكون الشعائر الحسينية من شعائر الله تعالى؟ كلُّ فعلٍ في إطار الحلال المنصوص عليه في الروايات الشريفة وكذلك المباح غير المنصوص يكون ...
للاعلى