ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 13

4 ديسمبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (13) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ إن كنتَ جادًّا في العمل على تحرير عقلك من الجهل والتصرّفات غير اللائقة بك كإنسانٍ له احترامه وكرامته وكإنسانٍ يطمح للسعادة فإنّ الواجب يفرض عليك أن تفتح قلبك لنور العلم النافع، وهو ما يقذفه الله في قلب من يريد إذا وجده قابلًا لهذه الإرادة الإلهيّة وذلك متى ما رآى استشعارك له عزّ وجل بالعبودية وأنّه يراك وإن كنتَ لا تراه وبالتالي أن تعيش الخشية الدائمة منه وصولًا إلى مستوى هذه الآية المباركة: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ). فإن لم يبلغ بك علمُك هذا المستوى فإن العلم ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 12

14 نوفمبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (12) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ متى ينحرف عالمُ الدين باتجاه التحجُّر الفكري أو الإنقلاب الحِداثويّ؟ ومتى ينحرف المثقف المسلم باتجاه التفسير الأهوائي للنصوص الدينية فيتجرّأ على الثوابت الشرعية وأخلاقيات الكلمة؟ حالتان مَرَضِيّتان نحاول هنا إلقاء الضوء عليهما ببعض الإشارات: * الإشارة الأولى يبدأ كلّ انحرافٍ فكريّ وعَقَدِيّ عند العلماء وعند المثقفين إذا تَصَوَّر أحدهم بأنّ الدّين شيءٌ والعقل شيءٌ وأنهما مملكتان مستقلّتان. وهو تصوُّرٌ يذكّرنا بركام الحرب بين الكنيسة وبين فلاسفة الغرب العلمانيّين!! تلك الحرب التي لا تعنينا في الإسلام أبدًا، ﻷن الإسلام لا مشكلة لديه مع العقل والعلم والتطور الصناعي.. بل ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 11

8 نوفمبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (11) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ لسنا في صدد التعريف الفلسفي لمعنى الحُجّة، ولا التعريف المنطقي، ولا التعريف الأصولي.. وهو كلّه بعد المرور في دهاليز تلك العلوم التي تعبّر عنها ب(البرهان والأمارة والدليل والأصل والطريق) يرجع أصله إلى التعريف اللُّغوي الذي يقول (الحُجّة: هي ما يَحتَجّ به المولى على عبده، أو يَحتَجّ به العبدُ على مولاه، أو النظيرُ على نظيره). نعم.. لسنا في صدد ذلك بل نريد التعريف القرآني للكلمة لاندماجه في تعريفها الرّوائي حيث نروم إليه من شرحنا لقول الإمام الكاظم (ع) لهشام: "يا هشام.. إنّ لله على النّاس حُجّتَين، حُجّةً ظاهرة ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 10

7 نوفمبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (10) (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) ما كان الإسلام ليحثّ على طلب العلم والقراءة، واحترام القلم والكتاب، وتعظيم العلماء والمعلِّمين، ونشر الوعي وتبليغ الكلمة الطيّبة، إلا ليبني الفرد والأسرة والمجتمع والأمة والدولة على أساس العقل المُتشرِّع والشرع المُتعقِّل، بحيث لو انفصلا فلا العقل ينفع لوحده ولا الشرع. وهما في الحقيقة لن ينفصلا إلا لدى مَن يجهل حقيقتهما ويتصوّرهما طرفين متنافسين!! أيّها القارئ الكريم: إن كنتَ تطمح في سعادتك خُذ هذه البصيرة لتحرير عقلك وتبيين شرعك وكلاهما حجّتان عليك من ربّك متعاونتان بينهما لهدايتك. خُذها فإنّها من بصائر الإسلام في أهدافه الأساسية لإنقاذ الفرد ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 9

3 نوفمبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (9) (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) في المجتمعات نوعان من الأفراد: * نوعٌ عاقل، وهو الذي يمتلك صفات العقلاء المذكورة في روايات النبيّ وأهل بيته (ع). * نوعٌ جاهل، وهو الذي ذكروا أيضًا صفاته في عكس صفات العقلاء. فإذا كَثُر في أيِّ مجتمعٍ أيٌّ من النوعَين إصطبغ ذلك المجتمع بصبغته. ولكنّ التاريخ بشكلٍ عام شَهِدَ معشر الجهلاء أكثر، وقد أطلق عليهم بهلول -صاحب الإمام الصادق (ع)- كلمة المجانين في مجلس هارون العبّاسي لما أراد هارونُ أن يُضحِك عليه جُلساءَه من الوزراء والشخصيات الدنيويّة لديه، فسأله كم عدد المجانين في البلد يا بهلول؟ فأجابه ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 8

31 أكتوبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (8) لأهمّية الحكمة في الحياة قد أثنى الله عليها لرسوله وقال: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ...). والحكمة في هذه الآية المباركة تعني الطرح المنطقي للموضوع باستخدام الأدوات العلميّة والدليل العقلي، وذلك على نحوٍ تتفاعل معه الفطرة في داخل المستمع، بحيث لا يبقى له مفرٌّ من حكمها عليه إلا هواه الذي يكشف عناده للحقّ ويجعله في مواجهة تأنيب ضميره. إنّ هذه البصيرة القرآنيّة توجّهنا نحو تحرير عقولنا بالقدرة على إقناع الغير والإقتناع منه على محور الحقّ بلا تعصّب. وهنا مجموعة مسائل: • الأولى.. إعتماد الحقّ بما هو حقّ لا بما يحبّه الناس. فالناس ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 7

29 أكتوبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (7) لا يوجد أحدٌ لا يحبّ الخير، وحتى الذي يمارس الشرّ يحبّ الخير ويغضب إن نسبتَ له شرّه وانتقدته عليه. ولكن لماذا الإنسان يحبّ الخير هكذا؟ لأنّه مشدود إليه بالفطرة.. ولأنّ الخير معناه فيه وإسمه معه.. ولأنّ الإنسان بالخير يعيش ناجحًا محترمًا سعيدًا.. وشامخًا محبوبًا مهيبًا.. وجذّابًا عزيزَ النّفس وجيهًا... ولماذا لا يكون أكثر الناس من أهل الخير؟ لأنّهم يطلبونه بلا سعيٍ وتعبٍ واهتمام.. وهذا ما لا يكون ولن يتحقّق. أليس الله -عزّ وجل- قال وبأداة الحصر: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 6

27 أكتوبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (6) هل الأكثرية معيارُ حقٍّ لاتخاذ القرار، أو هي صالحةٌ لتكون الدليل على معرفة الحقّ وموضعه ومصداقه؟ هذا ما رَفَضَه القرآنُ الكريم والنبيُّ وأهلُ بيته (عليه وعليهم السلام). لذا يقول الإمام الكاظم (ع) في حديثه لهشام بن الحكم: "ثم ذَمَّ الكثرة" واستشهد (ع) بالآية: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ). بل ويؤكّد الإمام على العكس قائلًا: "ثم مَدَحَ القلّة" واستشهد بالآية: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ). نعم إذا كانت الأكثرية في جمع الفقهاء وعدول المؤمنين فقط وهم في إطار الشورى بينهم أو التوافق العقلائي -لا الحزبي والفئوي- وذلك لحسم ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 5

26 أكتوبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (5) في حديثٍ طويلٍ للإمام الكاظم (ع) شَرَحَ لصاحبه هشام بن الحكم دور العقل في فهم الدّين وتعاضدهما في الإرتقاء بشخصيّة الإنسان النوعيّة، يؤكد فيه الإمام (عليه السلام) على مرجعيّة العقل الشرعي في وعي العقائد الدّينية مستعرضًا 29 آيةً حيث ختمت رؤاها بكلمات مثل: (أَفَلَا يَعْقِلُونَ) (لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وما أشبه. على ضوء هذا الحديث الشريف نقول إذا عَقَلَ الفرد وتَفكّر فآمَنَ بالعقائد (كوجود الله ووحدانيّته، والنبوّة والإمامة، واليوم الآخر) فقد دلّه هذا العقلُ نفسه أيضًا على الإيمان الكُلّي بالأحكام الفقهيّة والآداب الأخلاقيّة باعتبارها صادرة عن هذا الإله العليم الحكيم، ...

ساهِم في تحرير عقلك | الرسالة 4

25 أكتوبر، 2016
• مِن الآن: ساهِم في تحرير عقلك... الرسالة (4) لماذا سُمّي العقل عقلًا؟ لأنه يَعْقِلُ صاحبَه عن ارتكاب القبائح واقتراف الآثام والمفاسد. ويُقال له اللُبّ، لأنه خلاصة روح الإنسان والتي بها يتحقّق معناه في الإنسانيّة. ويُطلَق عليه الحِجَا، لأن به يحتجّ صاحبُه على غيره في المناظرة. ويسمّى الحِجْر، لأنه يحجر عن الوقوع في الرذيلة ويحول دونها ويمنع. ومن أسمائه النُّهَى، لأن حكمه يكون نهاية الدليل إلى الصّواب، فما يصل إليه العقل السليم ليس بعده شيءٌ آخر. نعمةٌ عظيمةٌ كهذه أليس من الظلم والغباء أن يعتقلها صاحبها في سجن الهوى ويقطع عنها سبيل الحركة والقيادة؟! من هنا كانت دعوتنا إلى تحريره.. ...
للاعلى