*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة

العدد (27)

*سؤال رقم (1): من العراق.*

فتاةٌ مِن طفولتها عاشتْ في بيت عائلة أخرى فصارت تنادي الأم فيها أمّي وتنادي الأب أبي وترى الأولاد إخوانها والبنات أخواتها.. فهل تعتبر مَحرَمةً على ذكور هذه العائلة؟ فتكون بدون حجاب أمامهم؟

*الجواب:*

عندما تُكمِل سنّ التاسعة يجب أن تتحجّب عن ذكور تلك العائلة، فمجرَّد العيش معها لا يجعلها عضوًا نَسَبِيًّا فيها.

*سؤال رقم (2): من البحرين.*

أنا شابّ متخرّج من الثانويّة العامّة، أريد أن أدرس في حوزتكم (حوزة خاتم الأنبياء -ص- العلمية)، عمّي يخالفني ويقول بأن المعمَّمين كثرة في البحرين وأكثرهم عالة على المجتمع وبعضهم صاروا بؤر مشاكل وخلافات!!
بماذا تنصحونني يا سماحة الشيخ؟

*الجواب:*

قالَ الإمام محمد الباقر (عليه السلام):

“الْكَمَالُ كُـلُّ الْكَمَالِ التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ ، وَ الصَّبْرُ عَلَى النَّائِبَةِ ، وَ تَقْدِيرُ الْمَعِيشَةِ “.

أنظر إلى هذه الصفات الثلاثة واكتَسِبْها وازْدَدْ منها في حياتك ثم لا يأخذك كلام عمّك (العزيز) يميناً ولا الواقع المتخلّف لبعض المعمَّمين شمالاً وأنت أمامك نماذج ناجحة من العلماء الربّانيين الذين خدموا الدّين وأسعدوا عائلاتهم ونفعوا المجتمع وصنعوا تاريخًا مِن المجد ثم راحوا من هذه الدنيا بذكرٍ حَسَن وبعضهم أحياء محترمون عند أكثر من غيرهم.

قَرِّرْ أن تكون مصداقًا صادقًا لتلك الرواية ثم لا تخاف ولا تحزن فإنّ الله مع المتقين.

*سؤال رقم (3): من السعودية.*

هل الميرزا (يعني مَن أمّه سيّدة دون أبيه) يستحق سهم السادة من الخمس؟

*الجواب:*

كلّا ، فإن السيّد والسيّدة -الذي يستحق نصف الحقوق الشرعيّة (أي الخمس) في حال الحاجة- هو مَن ينتمي عن طريق الأب بالسيّد هاشم بن عبد مناف (الجدّ الثاني للرسول الأكرم ولأهل بيته المعصومين – صلوات الله عليه وعليهم أجمعين)، دون الذي ينتمي إليهم عن طريق الأم والجدّة، فهذا لا يشمله حكم النصف من الخمس.

هذا رأي كلّ الفقهاء السابقين والمعاصرين -حسب المشهور- ما عدا السيّد المرتضى عَلَم الهُدىٰ والشيخ يوسف البحراني (رحمهما الله) الذي دافع عن هذا الرأي في المجلد 12 من كتابه (الحدائق الناضرة) صفحة 390 إلى 419. وقيل بعض السابقين أيضًا.

*سؤال رقم (4): من البحرين.*

شيخنا العزيز.. ما هي الأسباب التي تصنع النذالة في الإنسان يحبّ إيذاء الغير بنشر الكذب وتشويه السّمعة؟

*الجواب:*

حسب المستفاد من الآيات والروايات قد يكون ذلك من أحد هذه الأسباب أو أكثرها:

*1/* انعقاد نطفة الشخص بالحرام، كالزّنا والعياذ بالله. أو كان الزواج من مال حرام أو قد أَكَلَ الزوجان من طعام حرام. أو حدث اللقاء الجنسي بينهما في وقت أو مكانٍ غير صحيحَيْن، أو حدث ذلك من دون ذكر الله والبسملة.
تُشكِّل هذه العوامل أرضيّةً خصبةً للميول الإنحرافيّة في الفرد من غير أن تجعله مسلوب الإرادة.

*2/* الطموحات المادّية المسيطرة في أجواء الأسرة، بحيث ينشأ الطفل مع التلقينات المشبَّعة بالرغبة في اللذّات المادّية ، فيتحوّل هدفه الأساس في حياته إلى إشباع رغباته الجسديّة بأيّ ثمن.

*3/* أصدقاء السّوء والانجرار خلفهم والتناغم معهم.

*4/* الثقافة التي يتلقّاها الشخص من المدرسة أو وسائل الإعلام ونوعيّة الأفلام التي يشاهدها فتتقولب على أثرها ذهنيّته واهتماماته وشخصيّته من حيث يشعر ولا يشعر.

*5/* تنفيذ أوامر بالاستهداف إمّا من منطلق العمالة وإمّا طمعًا في مصلحة مادّية وإمّا خوفًا من تهديدٍ مّا.

*6/* غسيل المخّ الذي يخضع له البعض عندما يتقلّب في أحضان التنظيمات الحزبيّة المغلقة ، والتوجيهات السياسيّة الخاصّة ، والتكتّلات الدينيّة المتعصّبة ، والعلاقات العائليّة غير المنضبطة بالموازين الشرعيّة ، والتخندقات القِبَليّة ، والمصالح التجاريّة.

وأمّا العلاج.. فباختصارٍ شديد قد اختصرتْه هذه الآية الكريمة:

(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

فإذا خاف الإنسان على نفسِه مِن هذا العذاب في الدنيا والآخرة فسيتجنّب طريق النذالة!!

*سؤال رقم (5): من الكويت.*

نويتُ تسديد ديوني قبل دخول رأس سنتي الخُمسيّة، ولأنّ أموالي لم تكن بيدي في السفر لم أستطع ذلك. فهل الآن بعد دخول رأس سنتي أخمّس أوّلاً أم أسدّد ديوني أوّلًا؟
مع العلم أني إذا خمّستُ أوّلاً سأتعسّر في تسديد ديوني.

*الجواب:*

الديون على قسمين.. قسمٌ يكون عين المال الذي استدنتَه سواء لازال موجودًا بيدك أم استبدلتَه بشيءٍ موجودٍ لديك الآن، فهذا القسم تدفعه إلى صاحبه أوّﻻً ثم تخمّس أموالك. وقسمٌ يكون عين المال الذي استدنتَه تالفاً كما لو اشتريتَ به طعاماً وأكلتَه وانتهى، فهذا القسم إذا حَلّ رأس سنتك الخمسيّة يجب تخميسه أوّﻻً ثم تسديد ديونك.

والمؤمن لا يتردّد في إعطاء الخمس بعد أن وعده الله تعالى بالبركة وهو الرزّاق ذو القوّة المتين.

نعم إذا كان الإعطاء دفعةً واحدة يوجب عليك العسر يجوز لك تقسيطه بالتفاهم مع وكيل مرجعك وربما تَنازَل عن بعضه إذا أقنعتَه بظروفك.

*سؤال رقم (6): من البحرين.*

كنتُ محتاجًا لتجهيز شقّة زواجي إلى طلب مساعدات، فأعطاني أهل الخير بعض الأثاث ثم لم أتوفّق إلى الإستمرار في زواجي، لأني سأنفصل وأترك الشقة.. لا أدري ما هو اللازم فِعلُه بتلك الأثاث، هل أبيعها أو أعطيها لأحد أم ماذا؟

*الجواب:*

في البداية حاوِلْ أن تُصلِح علاقتك بزوجتك ولا تنفصلا.. فالطلاق أبغض الحلال عند الله تعالى.

وإذا كان ولابد ولأسبابٍ لا علاج لها.. فالأثاث التي حصلتَ عليها من أهل الخير إسألهم عن رغبتهم، وإذا لم تستطع الوصول إليهم فأنت مختار بين إعطائها لفقيرٍ محتاج أو بيعها وتقسيم ثمنها بالتناصف بينك وبين طليقتك إن كنتما في حاجة للمال.

*سؤال رقم (7): من ايران.*

أريد منكم -سماحة الشيخ- عملاً أقوم به ليقضي الله تعالى حاجتي لمّا أدعوه؟

*الجواب:*

إنّ أهمّ عملٍ هو أن تربّي نفسك على ما يلي:

*1/* تعميق حالة التسليم لله بعد معرفته الصحيحة، وتتبعها حالة الإخلاص القلبي له -عزّ وجل-. ومعناه نبذ الرياء والتخلّص من حُبّ الذات وتجاهل القيم الربّانية.

قال تعالى: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي).

*2/* المداومة على ذكر الله كثيرًا.. وأفضله تكرار لفظ الجلالة (الله) مع إضافة ياء النداء (يا الله) حيث قال تعالى:

(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).

*3/* كثرة الإستغفار والبراءة من المجرمين وعملهم، فقد قال سبحانه:

(وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ).

*4/* إلتزام التقوى في العمل إلى أقصى حدٍّ ممكن، لأن الله تعالى قال:

(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).

*5/* حين انكسار القلب ونزول بعض الدمع من العين، هنالك اذكر حاجتك، ولكن لا بلغة الإملاء على الله تعالى وإنما بلغة: “يا ربِّ افعَلْ بي مَا أنتَ أهلُه ولا تَفعَل بِي مَا أنَا أهلُه.. وأنتَ أهلُ الخيرِ والمغفرةِ والرّحمة”.

*6/* لا تنس الصلوات على محمد وآل محمد بداية الدعاء ونهايته وأثناءه. (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين).

وأخيرًا:

فمع توفّرك على جميع هذه الشروط وعدم استجابة الله لك ثِقْ أنّه تعالى -وهو العالم بمصلحتك الحقيقيّة- قد ادّخر لك عوضًا أفضل مما طلبتَه، وهو إمّا سيكون في الدنيا بما تتفاجأ به في الوقت الذي لم تتوقّعه، وإمّا في الآخرة بأجر يقال لك إنّه مكان الأدعية التي لم نستجبها لك. وهذا ما تؤكّد عليه الأحاديث الشريفة.

*سؤال رقم (8): من الدنمارك.*

هل يجوز للرجل المسلم أن يسمح للممرّضة المسلمة أو غير المسلمة بتزريق الإبرة في جسمه.. أقصد من ناحية النظر إلى المكان الذي يُراد ضرب الإبرة فيه، أمّا اللّمس فيكون بالقفّاز؟

*الجواب:*

إذا كان العلاج ضروريًّا وليس هناك رجل مُمرِّض يجوز ذلك.

√√ وحتى الجمعة القادمة…
نستودعكم الله.
للاعلى