*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة
العدد (18)
*سؤال رقم (1): من البحرين*
كانت عندي حاجة وأنا زائرٌ في حرم الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) فتوسّلتُ به واستجابها الله لي فورًا فحمدتُ الله على هذه النعمة. أخبرتُ أحد المشايخ بهذه القصة.. فعلّق عليها أنها صدفة!!
فما رأي سماحتكم؟
*الجواب:*
كلمة (الصدفة) لا توجد في القرآن الكريم ولا في أحاديث النبيّ وأهل بيته، بل هناك كلمات مثل (التوفيق) و(اللطف) و(العطاء)، كلّها من (الإمداد الغيبي). فالتعبير بكلمة (الصدفة) من هذا (الشيخ!!) يدلّ على اضطراب البصيرة لديه، وتعليقه السلبي يبطن ضعف عقيدته بأهل البيت (عليهم السلام). فأنت بخيرٍ في عقيدتك، فكم مِن جاهلٍ يلبس العمامة وكم مِن عالِمٍ لم يلبس العمامة!!
*سؤال رقم (2): من السعودية*
بعد وصفه أكثر الروايات عندنا بالمدسوسات، ثم قوله بعدم وجود ثابت في أحكام الفقه.. فكلّ شيء فيها خاضعة للتغيير بعوامل الزّمن، ثم نفيه لوجوب الخُمس، ثم نسفه تواتر حديث الثقلين، وصلتْ مَعاوِلُه إلى القول بتساوي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) والمذاهب الأخرى في التعبّد بها إلى الله، ولوّح أيضًا بتساوي الإسلام والأديان الأخرى.
لقد ناقشتُ أحد مؤيّديه، فقال لي: ولكنّه يأتي بالدليل على كلامه!
يهمّني تعليق سماحتكم على ذلك.. فهل ممكن؟
*الجواب:*
لا نتيجة إلا عبر مقدّمة، فقوله ببطلان أكثر الروايات وعدم وجود الثابت في الشريعة ونفيه حديث الثقلين المتّفق عليه بين الشيعة والسنّة مقدّمات لقوله بتساوي التعبّد بكلّ المذاهب، وهذا بعينه هدم الدّين الحقيقي بالدّين المزيّف.
• أمّا عن تساوي المذاهب: فإذا نَسَفَ روايات الإمامة كهذه الرواية المتّفَق عليها بين المسلمين عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): “مَن مَاتَ ولم يَعرِف إمامَ زمانِه مَاتَ مِيتةً جاهليّة” هل سينسف آياتها كذلك، مثل آية الغدير، وآية التطهير، وآية التصدُّق بالخاتم، وآية إكمال الدّين. والآية التي يسأل النبيّ إبراهيم ربّه تعالى: (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)؟!
ثم كيف له نسف الأدلّة العقليّة والشواهد التاريخيّة التي تثبت الفرقة الناجية في مذهب أهل البيت (عليهم السلام)؟!
• وأمّا حول مساواة الإسلام مع بقيّة الأديان المنسوخة والمحرّفة: فإنّه يناقض صريح قول الله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
• وأمّا عن القائل بأنّ الرجل يأتي بالدليل: فحتى إبليس قد أتى بالدليل على رفضه السجود لآدم، وكأنّه يريد القول لله تعالى: أنا كنتُ أسجد لك وحدك ولا أريد الآن أن أشرك بك أحدًا!!
فـ (المسكين!!) حريصٌ على توحيد الله أكثر من الله نفسه!!
نعم.. وحتى الذّبح والدّهس والتفجير والعمالة صار الإرهابيّون يقدّمون عليها أدلّة ويجرّون بها القطيع خلفهم!!
وهل فقهاء الشيعة على امتداد القرون لم يكتشفوا أدلّة هذا الرّجل حتى جاء بها؟!
الموضوع في رأيي المتواضع لا يتّصل بالدّليل بقدر ما يتّصل بأوهام المفتون بالعُجب بنفسه والتي تجعله لقمةً سهلةً لجهله المركَّب ما يجعله يصدّق نفسه كعبة الحقّ كلّما صَفَّقَ له الذين وصفهم الإمام علي (عليه السلام) بقوله: “وهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ”.
فهل قد عرف هذا الرجل ما لم يعرفه ملايين الفقهاء الأجلّاء عبر التاريخ والمعاصرين؟!
إنّه زمن السفسطة والهرطقة والهلوسة الذي تنبّأ له رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله: “سيأتي زمانٌ على أمّتي لا يبقىٰ من القرآن إلّا رَسْمُه، ولا من الإسلام إلا إسمُه، يُسَمَّوْنَ به وهُم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خرابٌ من الهُدىٰ، فقهاء ذلك الزّمان شرّ فقهاءٍ تحت ظلّ السّماء، مِنهُم خَرَجَتِ الفتنةُ وإليهِم تعود”.
*سؤال رقم (3): من الكويت.*
شابٌّ مؤمنٌ يصلّي ويخاف الله ولا يرتكب محرّمات ولكنّه كثير الإحتلام في النوم، فما ينام حتى ينتبه على ذلك فينزعج من نفسه بشدّة.
يسألكم شيخنا: لماذا هكذا هو؟ وما حكم احتلامه؟ وكيف يغتسل؟
*الجواب:*
الإحتلام حالة طبيعيّة للشابّ، فلا داعي للقلق منه. وفي حالة هذا الشابّ ينبغي له اتّباع الخطوات التالية:
*1.* أن لا يُكثِر أكل الأشياء المولِّدة لماء الظهر (المنيّ)، وكذلك الأغذية ذات الطبع الحارّ.. مثل البيض والبصل والتمر وطحينة السمسم وما أشبه.
*2.* أن لا يتخيّل في ذهنه الجنس الآخر وقت النوم خاصة.
*3.* أن لا ينام على بطنه.. فإنه نوم الشياطين.
*4.* أن يُكرّر ذكر الله ويكثر من الإستغفار لمّا يستلقي إلى أن يغلبه النوم.
*5.* أن يراجع طبيبًا أخصّائيًّا في حال عدم حصوله على نتيجة من كلّ ذلك.
وأما الغسل فبعد تطهير موضع النجاسة من البدن ينوي غُسل الجنابة، ثم يغسل رأسه ورقبته ثم الجانب الأيمن من بدنه ثم الجانب الأيسر.
*سؤال رقم (4): من البحرين.*
أنا وزوجتي متديّنان ولله الحمد ونخاف حساب الآخرة، ولكن إخوتي وزوجاتهم مع الأسف غير ملتزمين. فلما نجتمع في بيت والدَيْنا أيام الجمعة تجلس زوجاتهم بلا حجاب، وأحيانًا ملابسهنّ غير محتشمة!!
بماذا تنصحنا، هل نقاطع الذهاب؟
*الجواب:*
حُبّ التفسّخ وجنون التبرّج ظاهرة غزتْ مجتمعاتنا وزادت بعد انفتاح الفتيات والنساء على ثقافات أهل الهوى من خلال القنوات الفضائيّة ومواقع التواصل الإجتماعي، وهذا من أهم أسباب المشاجرات العائليّة والخيانات الزوجيّة وارتفاع نسبة الطلاق والسقوط في أنواع الفساد والأمراض النفسية والآلام وجرائم القتل على الشّرف.
نصيحتي أخي الكريم أن تنصحهم بأن ذلك من كبائر الذنوب وتعقبها التعاسة والشقاء في الدنيا والعذاب في الآخرة.
وإذا لم يتقبّلوا منك النصيحة تستطيع أن تذهب وتغضّ بصرك عن النظر إليهنّ، أو تخصّص يومًا آخر لزيارة والديْك وأنت توضّح لهما ولهم السبب بأن: “لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق”.
وفي قرارك هذا لا تقاطع إخوتك ولا زوجتك تقاطع زوجاتهم، بل تتواصلون بطرقٍ أخرى خالية عن الإختلاط الحرام.
*سؤال رقم (5): من أمريكا.*
لي صديقٌ يدرس في ريف مدينة (لوس انجلس).. يعيش في غرفة استأجرها من منزل عائلةٍ إمريكية.. يقول أنه بسبب أخلاقهم الطيّبة معه صار يميل من داخله إلى المسيحيّة.. وأخذ الشيطان يوسوس له: ما الذي ترجوه من إسلام الذّبح الداعشي وإسلام الحكّام الفاسدين وإسلام الخلافات بين العلماء وإسلام الناس المتخلّفين في بلادكم ونزاعاتهم التي لا تنتهي!!
يسألني صديقي هل هو بهذا الشعور أصبح مرتدًّا عن دين الإسلام؟
*الجواب:*
الإرتداد لن يتحقّق بهذا المقدار.. ولكنّه من الخطوات إليه.. فإذا فتح قلبه للشيطان أكثر فسيفتح عينه يومًا على نفسه وهو في وحل الإرتداد -والعياذ بالله-.
أرسِل إليه جوابي بأن يقوم بالبحث عن الإسلام الحقيقي من خلال التدبّر في آيات القرآن الكريم والتفكّر في كلمات نبيّ الرحمة وأهل بيته النُّجَباء.. وليقرأ سيرتهم الأخلاقيّة الرائعة من كتب التاريخ الصحيحة. وأما حالة المسلمين وتصرّف الغلاة والمتطرّفين فليس دليل على حقيقة الإسلام أبدًا، كما أنّ وحشيّة المنتسبين إلى المسيحيّة في القرون الوسطى وفي الحرب العالميّة الأولى والثانية ضدّ بعضهم وسياسات دولهم اليوم في بلداننا لا تدلّ على حقيقة دين النبي عيسى (على نبيّنا وآله وعليه السلام) لأنّ الأديان السماوية -قبل تحريفها- متّحدةٌ في قِيَم المحبّة والسّلم والهداية الإلهيّة. ففي رأيي أن يشكر الأخ سلوك تلك العائلة الإمريكيّة ويُرِيَهُم أخلاق الإسلام قولًا وفعلًا.. محاولًا توعيتهم بحقيقة الإسلام الجذّابة وأنه بريء عمّا يجري في الشرق من فساد وظلم قد ساهمتْ فيه دولهم الإستعماريّة ولازالت.
*سؤال رقم (6): من البحرين.*
نسكن بيت المرحوم والدنا، وفيه شقّة ومحلّات مؤجَّرة. سئوالي شيخنا كيف نوزّع مال الإيجار على الجميع ونحن
ثلاث بنات وثلاث أولاد ومعنا أمّنا؟
*الجواب:*
الإيجار المذکور يُوزَّع بين الورثة بحسب سهام الإرث ، فلزوجة المرحوم (الأمّ) واحد من ثمانية من ايجار ما فوق الأرض من بناء ومحلّات، ويعيّن هذه النسبة خبيرٌ ثقة إلا إذا تبرّع لها الأولاد بأكثر من سهمها الشرعي، والباقي من الإيجار يُقسَّم إلى تسعة أقسام ويوزَّع بين البنات والأبناء، لكلّ بنتٍ قسمٌ ولكلّ إبنٍ قسمان.
*سؤال رقم (7): من النرويج.*
أنا أعيش في (العاصمة النرويجية – أوسلو) وأريد إكمال نصف ديني، هل تؤيّدون أن أتزوّج من فتاة مسيحيّة نظرًا لجمالها، أم أتقدّم إلى فتاة مسلمة أقلّ جمالاً؟
*الجواب:*
إجعل الدّين والأخلاق وبيئتها التربويّة معيارك أوّلاً، ثم اجعل الخصال الأخرى حسب رغبتك ونظرتك إلى مستقبلك.
في نظري إذا كان جمال المسيحيّة مع هدايتها إلى الإسلام أمرًا ميسورًا لك تزوّجها واربح جمالها وهدايتها على يدك، وإلا فعليك بالمسلمة إذا كانت بالمعيار المذكور.
*سؤال رقم (8): من الكويت.*
في أيّ مالٍ يُستثنىٰ الخُمس الشرعي؟ وهل يجب في القرض مثلاً؟
*الجواب:*
لا خُمس في مال القرض، ولا في مهر الزوجة، ولا في الإرث إذا كان الميّت دافعًا خمسَ ماله.
*وحتّىٰ الجمعة القادمة إن شاء الله:*