*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة

العدد (14)


*سؤال رقم (1): من العراق*

شيخنا.. وضعي النفسي صعب جدًّا بعد وفاة زوجي، لقد كانت بيننا نزاعات متكرّرة وكنتُ أنا السبب فيها. والآن أشعر بالنّدم الشديد على إيذائه. أعاني من تأنيب ضمير ويكاد يخنقني.
ومن ناحية أخرى لا أرى يستجيب الله دعواتي!! ماذا تقترحون لي؟

*الجواب:*

1/ إستغفري الله على تقصيرك بحقّ زوجك المرحوم. واقضي عنه ديونه من حقوق الناس وحقوق الله إذا كانت في ذمّته. وقدمي إلى روحه خيرات. فسيرتاح ويرضىٰ عنك وأنت ترتاحي.

2/ ضعي حدًّا لذكرياتك المؤلمة إن كنتِ تريدي سلامتك لبقيّة عمرك. وإلا ستدفعي ثمنًا غاليًا من تراكم الأمراض -لاسمح الله-.

3/ لاستجابة الدعاء إسبغي الوضوء جيّدًا وصلّي ركعتَيْن بنيّة الحاجة واهدي ثوابهما إلى الإمام الحجّة (عليه السلام)، وأنت في مكانك إقرئي 70 مرّة هذه الآية المباركة: (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) واهدي ثوابها إلى فاطمة الزهراء (عليها السلام) ثم اطلبي حوائجك وستُقضىٰ بإذن الله تعالى. كما أن صلاة الإستغاثة بها من المجرَّبات في نجاح الطلب. تجدين هذه الصلاة في كتب الأدعية.

*سؤال رقم (2): من الكويت*

لماذا الحرام موفُّر أكثر من الحلال، والوصول إليه سهلٌ، وتحقيق الحلال صعب؟

*الجواب:*

لأنّ أهل الحرام في المجتمع أكثر من أهل الحلال. والقاعدة الإقتصادية تقول: العرض تابع للطلب!!

فلو كان الناس يعرفون ضرر الحرام وأن بالحلال يمكنهم الحصول على رغباتهم لطلبوا الحلال أكثر وقلّ العدد المقابل للحلال.

والسبب الآخر.. لأنّ الله لا يعطي جنّته لأحد إلّا أن يمتحنه عند مفترق الطريق بين الحرام والحلال.. ليرىٰ كيف سيتصرّف.

فالمشكلة تكمن في جهل الإنسان بما يضرّه وما ينفعه.. وبالتالي جهله في الطريق إلى الحلال.

*سؤال رقم (3): من كندا*

ما هو تفسير كلمة “الأمّي” التي يصف بها القرآن الكريم النبيّ الأكرم (ص)؟

*الجواب:*

للمفسِّرين رأيان في ذلك:

1. أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) أمّيٌ نسبةً إلى كونه من مكّة أمّ القرىٰ.

2. أنّه (صلى الله عليه وآله) بالفعل ما كان يقرأ ولا يكتب، لا نقصاً فيه بل لأنه لو كان يُعرَف بين المشركين أنه يعرف الكتابة والقراءة كان يسهل عليهم أن يشكّكوا في القرآن بأنه من مؤلفاته. ولكنه لما كان معروفًا بين العرب بأنّه أمّيٌ لم يكن لهم بُدٌّ إلا أن يقفوا حائرين أمام عظمة القرآن وإعجازه العلمي والبلاغي.. فلا يكون هذا الكتاب إلا من وحي الله عليه.

هذا الرأي الثاني أقوىٰ عند المفسّرين. وهنا يكون الأمّي نسبةً إلى “الأمّ” ويعني أنه منذ ولدتْه أمّه لم يذهب عند معلّم يتعلم القراءة والكتابة. ويعتبر هذا تدبيرًا من الله ليكون ادّعاؤه لاحقًا بالنبوّة والرسالة إدّعاءً صادقًا. ولعلّ الآية التالية تثبت هذا الرأي بوضوح: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ).

ونحن في الوقت الذي نميل إلى هذا الرأي فإننا لا ننفي قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على القراءة والكتابة بالإعجاز الإلهي وإنما الآية تنفي ممارسته الفعليّة لهما وليس أصل القدرة.. (وَمَا كُنْتَ…) أي ما كنت في السّابق ولكنك الآن فأنت قادر.

*سؤال رقم (4): من البحرين*

أنا إمرأة.. نويتُ أنْ أحجّ إلى بيت الله الحرام.. ولكن في حملة غير مرخَّصة رسميًّا.. وذلك بسبب ارتفاع أسعار حملات الحجّ.. وسأضطر للذهاب من دون رجلٍ من محارمي.. ولكن يجتاحني شعور بالخوف.. نظرًا لأني لأوّل مرّة سأذهب إلى الحجّ ولأني لا أعلم ما هي المشاكل التي ستصادفني هناك لعدم وجود ترخيص للحملة. فما هي وجهة نظركم في موضوعي؟

* الجواب:*

لو كانت إبنتي أو زوجتي أو مَن تعزّ عليّ من محارمي أو نساء المؤمنين تريد أن تحجّ بهذه الطريقة ما كنتُ أقبل ذهابهنّ إلى المجهول. هذه وجهة نظري وشكرًا.

*سؤال رقم (5): من اليمن*

كيف نتجنّب الرّياء والعُجب في عباداتنا؟ وهل من الصحيح تجنّب العبادات الإستحبابيّة كيلا أقع في الرياء؟

* الجواب:*

أهمّ عامل في تجنُّب هذه الآفة المُبطِلة للعبادات هو أن يتذكّر العابد بأنّه سيأتي يوم القيامة ولن يجد لأتعابه أجرًا عند الله تعالى.

إنّه في ذلك اليوم يُفاجَأ بخُلُوّ صحيفة عمله من الأجر، فيسأل عن أجره؟
فيُقال له إذهب وخُذ أجرك ممن رائَيتَهم في الدنيا وعملتَ لأجل أن يمدحوك.
ثم يُؤخَذ الى النار، والعياذ بالله.

وأمّا أن تتجنّب العمل الصالح كيلا تقع في الرياء فهذا هو ما يريده الشيطان!!

إنّ تجنّب الرّياء لا يعني ترك العمل بل أن تعمل ولو أمام الناس إنْ لم يكن إلّا به، ولكن إجعل نيّتك لله وليس ليمدحك الناس. فهذا هو الإمتحان الذي يريد الله أن يراك فيه ناجحًا. وبهذا ستفقأ عين الشيطان وتُخزيه. بل إذا دار الأمر بين أن تترك العمل الصالح أو تعمل برياء فليكن هذا ثم اسأل ربّك أن يخلّصك من الرياء فيه.
قال النبي صلى الله عليه وآله:
“لا تعمل شيئا من الخير رياءً ولا تدعه حياءً”.

*سؤال رقم (6): من الكويت*

عند القيام بأيّ غسل هل يجب أن يكون الشعر والجسم جافًّا؟

* الجواب:*

لا يجب أن يكونا جافَّيْن بل وحتى في الوضوء لا يجب ذلك إلا أماكن المسح فقط وهي الرأس وظاهر القدمَيْن.

*سؤال رقم (7): من البحرين*

إذا تقدّم شابٌّ للزواج أكثر من ١٠٠ مرّة، وتمّ رفضُه من طرف البنت أو أهلها، كيف يسيطر على شهوته. إذ لا يجوز له الزّنىٰ ولا ممارسة العادة السرّية. إذن ماذا يفعل؟

*الجواب:*

أوْجِدْ في نفسك شروط القبول.. مثل التديّن.. الأخلاق.. السمعة الطيّبة بين الناس.. مصدر كدٍّ وعمل…

هنالك فإن رفضوك في المرّة 101 صَلِّحْ عدّادك واتصِلْ بي وسوف لن تحتاج إلى المرّة 102 بإذن الله تعالى!!!

*سؤال رقم (8): من السعودية*

سماحة الشيخ.. زادت الفتن الكلاميّة في زماننا وانقسم العلماء بها وتمزّق الناس. كلّ واحد يرىٰ نفسه على حقّ. والله دختُ أنا يا شيخ!!
أرشدني إلى سبيل الثبات على نهج أئمتنا الأطهار (عليهم السلام)؟

* الجواب:*

إجعل تركيزك في هزائز العصر أن لا تُصاب بصفات المفلسين، وقد بيّنها رَسُول اللَّهِ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآله) لأصحابه يوم سألهم:
أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟!
قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ.
فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ.

√√ وحتّى الجمعة القادمة…
نستودعُكم الله. أُنشُرْ رَحِمَكَ اللهُ.
للاعلى