*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة

العدد (12)


*سؤال (1): من البحرين*

أوْصِني يا شيخ رحم الله والديك.. فلعلّي بكلمتَيْن منك أكتسب قوّةً بداخلي للورع عن المعاصي. فقد أهلكني الشيطان.

*الجواب:*

إستَحضِرْ دائمًا هذه الآية عند قيامك بأيّ فعل: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ) ثم اعطِ ربّك من الإحترام ما تعطيه لأيّ إنسان تخجل منه. وقُل لنفسك: أمٰا لك أن تستحي؟!

*سؤال (2): من نيجيريا*

تعفير الجبين في السجود من علامات المؤمن كما يقول أهل البيت (عليهم السلام). ولكن كيف هي طريقة تعفير الجبين؟
أجيبونا مشكورين.

*الجواب:*

يكون ذلك بوضع الجبين على التراب ثم الخدّ الأيمن والخدّ الأيسر، مع التكرار والتفكر في عظمة الله ولطفه وكرمه. وحول الآخرة بالتأمّل في هذه الآية مثلًا: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ) وأن يقول في السجود: الشكر لله ويطلب المغفرة وما أشبه.
وإذا كان هذا التعفير على تربة أبي عبدالله الحسين سبط رسول الله وريحانته المذبوح ظلمًا وعطشانًا في كربلاء فذلك نورٌ على نور.

*سؤال (3): من العراق*

إذا كان الرّجل يريد الزّواج من إمرأة ثانية أو ثالثة أو رابعة مثلًا وهو قادر على العدل بينهن، ولم تكن عيوبٌ في زوجته الأولى أو زوجاته، ولكنّه رغبة في النفس أو نظرة إلى مصلحة بعيدة كزيادة الذرّية.. فهل يجوز لزوجته أن تمنعه؟ وإذا قرّر الزواج فهل يجوز له أن يُخفي عليها زواجه؟

*الجواب:*

هنا مسألتان.. واحدة من ناحية الحكم الشرعي، والثانية من ناحية التطبيق:

1/ بالنسبة للحكم.. إنّ تعدّد الزوجات جائز في الإسلام بنصّ الآية وتواتر الروايات وبدليل سيرة النبي والأئمة (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين)، ولكن بشرط قدرة الزوج على العدل بينهنّ. فإذا كان كذلك جاز له الزواج حتى لو لم تكن عيوبٌ في زوجته أو زوجاته. وإنما يجوز للزوجة منعه إذا كان بينهما شرط حين العقد بأن لا يتزوّج عليها. وعدم الجواز هنا ليس بمعنى بطلان عقد الزواج وإنما بمعنى ارتكاب الرجل معصيةً.

وعن إخبار الزوجة بزواجه الجديد فليس من الواجبات، ولكنّه ضرورة أخلاقيّة.

2/ من ناحية التطبيق.. ليس كلّ جائز ينجح الإنسان في تطبيقه. هذا ما لا ينتبه له كثيرون. لذا يجب على الفرد الراغب في التعدّد أن يفكّر من جميع النواحي كيلا يصبح مثل الذي يجوز له أكل أنواع الأطعمة مما أحلّ الله له، ولكنه لا يحسب لقدرة معدته وصحّته، فيبدأ (يأكل) و(يأكل) و(يأكل) و(يأكل).. ثم يجد نفسه على سرير المستشفى أو تحت لَحْدِ القبر!!

إنّ العاقل دائمًا ينظر إلى مقدرته ثم يقرّر.. فلا يقُدِم على أمرٍ لا يقدر عليه!!

اللّهُمّ اشهَدْ أنّي قد بلّغتُ…

*سؤل (4): من الكويت*

هل يجوز لأخ الزوج أن يجلس أمام زوجة أخيه بــ “شورت” يستر إلى حدّ رُكبته؟

*الجواب:*

الملابس الساترة هي علامة الوقار والشخصيّة المرموقة، وعلى المؤمنين الإلتزام بها دائمًا. وأمّا الملابس المثيرة للشهوة والفساد فهي محرّمة قطعًا.

*سؤال (5): من الكويت*

أيتامي بلغتْ أعمارُهم سنّ التكليف الشرعي ويُصرَف لهم راتبٌ تقاعديٌّ شهريّ من والدهم المرحوم.. وأنا موظّفة أصرف عليهم أيضًا.. وكذلك يحصلون على مساعدات من جمعيّات الأيتام الخيريّة. فهل يتعلّق الخمس بما يجتمع لديهم من مال؟

*الجواب:*

يجب عليهم الخمس بتعيين كلٍّ واحدٍ منهم لنفسه رأس سنة خُمسيّة، ثم يجمع أمواله النقديّة وما هو في حكم النقد مثل الأشياء الجديدة (غير المستعملة)، ثم يُخرِج خُمسَها (1 من 5). ثم يُسجّل عنده في دفترٍ ما بقي عنده من بعد الخمس وهو ما يسمّىٰ بالمال المُخمَّس -يعني نسبة 4 من 5- ذلك لكي يطرحه مما يجتمع لديه في السنة التالية.. وهكذا تستمر العمليّة في كلّ سنة في نفس اليوم.

مثال للتوضيح: لو كان خمس أحدهم في هذا اليوم 20 دينارًا من 100 دينار، فيكون 80 دينارًا الباقي هو المال المخمَّس، ففي السنة الثانية إذا كان لديه 150 دينارًا مثلًا، يطرح منه الـ 80 أوّلًا فيبقى عنده 70 دينارًا وهو ما نسمّيه الفائض عن المئونة. ويالخمس يكون على هذا الفائض فقط، وهو 14 دينارًا. فيكون رأس ماله للسنة الجديدة هو 66+80 ففي السنة الأخرى يكون رأس ماله 146 دينارًا. ولو افترضنا السنة القادمة كان المال الذي بيده نفس هذا المبلغ أو أقلّ فلا يكون عليه خُمس.

هذا.. واعلمي يا أختي المؤمنة أنّ الله الذي رزقك لن يأمرك بشيء إلّا وفيه الخير والبركة. فلا تخدعك الدنيا وتبخلي في حقوق الله والرسول وأهل بيته، فإنّ المال والبنين إختبار لإيمان الإنسان ومدىٰ طاعته لله تعالى!!

علِّمي هذه الأحكام والحكمة منها أولادك لتكتمل على يدك تربيتُهم ويذكروك بالخير في طول حياتهم.

*سؤال (6): من أمريكا*

إني أعرف شخصًا متزوّجًا ويحبّ إمرأةً أخرىٰ متزوّجة. وهذه خيانة زوجيّة من الطرفين. وسيُدمِّران أسرتَيْهما إن استمرّا في هذا الفعل الحرام وانكشف أمرُهما.
أرشدوني كيف أقوم بنصحهما؟

*الجواب:*

أبلغهما بطريقة مضمونة ومؤثّرة وفي السرّ دون التشهير بأنّ عملهما هذا من أشدّ المحرّمات التي سيغضب الله عليه ويعاقبهما في الدنيا قبل الآخرة.

فمن عقاب الله لهما في الدنيا أنّه -عزّ وجل- سيفضحهما ليكونا عبرةً لغيرهما. وهنا لمّا يكتشف زوج تلك المرأة وأهلها سينتقمون منها ومنه معًا.

ومن العقاب في الدنيا أيضًا أنّ الشيطان سيبعث رجلًا آخر لإقامة العلاقة مع زوجته أو أخته أو إبنته أو إيذائهنّ وتخريب سمعتهن. وكذلك مَن يعزّ على تلك المرأة.

وأمّا عقابهما في الآخرة، فقد قال النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) عن مثل تلك المرأة الفاسقة: “اشتدّ غَضَبُ الله عزّ وجل على امرأةٍ ذات بعْل ملأتْ عينها مِن غير زوجها أو غير ذي مَحرَم منها”.

وقال الإمام علي (عليه السلام) عن مثل ذلك الرجل الفاسق:

“ومَن ملأ عيْنَيْه مِن امرأةٍ حرامًا حشاهما اللهُ يوم القيامة بمسامير مِن نار”.

*سؤال (7): من الدنمارك*

إذا امتنع الرّجل عن معاشرة زوجته هل يأثم على ذلك؟ وكم هي المدّة التي يجوز له أن لا يقاربها؟

*الجواب:*

يجب على الزوج أداء واجبه تجاه زوجته من حيث المتعة الجنسيّة وبما تطلبه حسب العُرف الطبيعي، وقد أمر القرآن الكريم بمعاشرتهنّ بالمعروف.

*سؤال (8): من البحرين*

لقد بِعتُ شخصًا سيارةً وأنا لستُ راضيًا من السعر تمام الرضا. فقد طلبتُ منه 1800 دينارًا وهو أرغمني بــ 1500 دينارًا، وأنا استلمتُه منه وسلّمتُه السيارة ولكنّي لم أسجّلها باسمه إلى الآن. فهل يصح أن أطلب منه بقيّة المبلغ التي هي 300 دينارًا كشرط لنقل الملكية وتسجيل السيارة باسمه؟

*الجواب:*

إذا كان تسليم البضاعة مع الرضا ولو آنًا مّا٬ أو قد عَدَّهُ العُرف علامةً للرّضا فلا يصحّ ذلك الطلب ولا جعله شرطًا في نقل الملكيّة.

√√ وحتى الجمعة القادمة…
نستودعكم الله.

للاعلى