من الجمعة إلى الجمعة
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة

العدد (3)

 

* سؤال رقم (1): من مصر

نحن طالبات من البحرين مُبتعَثات للدراسة إلى دولة مسلمة. وظروف الدراسة هنا تمنعنا من الطبخ فيكون أكلنا غالبًا من المطاعم، وطالما هذا البلد أهله مسلمون فلا نسأل المطاعم عن مصدر الدّجاج واللّحوم. فهل يجب علينا السؤال والتحقيق في هذه الحالة؟

* الجواب:

من الناحية الفقهيّة يكفي ظاهر الأمر وكونكم في بلد مسلم.. ولكن من الناحية الروحيّة ومع الرغبة في الإرتقاء المعنويّ فالأفضل السؤال والتحقيق أو تجنّب المطاعم التي تدور حولها الشبهة. ذلك ﻷن الزّمن الذي نعيشه أصبح موبوءً بتجارة الحرام والبحث عن الرّبح بأيّ طريق كان مما يجعل الإحتياط سبيلًا للنّجاة حتى في مطاعم المسلمين (بالإسم!!). ولعل ما نراه من خمول النّفس في العبادات وقساوة القلب لدى كثيرين يعود بعض أسبابه إلى هذه الأكلات المشبوهة أو كثرة أكل اللحوم حتى الحلال منها. فلا بأس من التقليل منها بأكل البقوليّات والخضروات والفواكه والبيض والجبن مثلًا.

* سؤال رقم (2): من الكويت

أعيش مع زوجتي عواصف من المشاجرات ونحن نحبّ بعضنا. ماذا ترى مِن حلّ؟

* الجواب:

تطبيق هذا الحديث الشريف يساعد على الحلّ بعون الله تعالى.

قال رجلٌ للإمام الجواد (عليه السلام): أوصني. فسأله (عليه السلام): وتَقبَل؟ قال: نعم. فقال: “تَوَسَّد الصّبر واعتَنِق الفقر وارفُض الشّهوات وخالِف الهوى واعلَم أنّك لن تخلو مِن عينِ الله فانظُر كيف تكون”.

• أولًا.. عليك بالصّبر وفي كلّ الأحوال وخاصة إذا بينكما أطفال…

• ثانيًا.. أن تعتنق الفقر إلى الله بمعنى أن تُشعِر نفسَك الحاجة إلى الله وبالتالي تعبده عبادة الفقير المحتاج المنقطع إلا إليه -عزّ وجل-.

• ثالثًا.. لا تكن ممن يذهب إلى شهوات بعيدة وزوجتك قريبة منك، أو تتركها وحيدة الحجرة والشقّة والبيت وتسهر مع أصحابك في المقاهي ومجالس البطّالين.

• رابعًا.. إعلم أنّ مصلحتك وسعادتك ونجاحك دائمًا في مخالفة هواك.

• وأخيرًا.. لا تنس بأنّ الله يراك.. فانظُر كيف تكون أمام (كاميرا) المراقبة الإلهيّة. فالموت حقّ، والقبر حقّ، وسؤالِ مُنكَرٍ ونكيرٍ حقّ، والجنّة والنّار حقّ، ولا مَفَرّ لك.

* سؤال رقم (3): من البحرين

إبنتي بلغت السابعة وبعض الأشهر. علمي أنّ الحجاب يجب عليها في التاسعة.. بينما أختي تصرّ عليّ أن أُحجِّبها الآن.. ماذا يرى سماحتكم؟

* الجواب:

الحجاب الشرعي يجب بعد إكمالها سنّ التاسعة. ورأيي أن تعلِّميها على الحجاب من الثامنة مثلًا مع إعطائها وعيًا عن الحكمة من السّتر والحجاب ومنافعه النفسيّة والإجتماعيّة كي تتمسّك به في التاسعة بقناعة أفضل.

* سؤال رقم (4): من البحرين

شيخنا الجليل.. أنا خطيب المنبر الحسيني وأودّ جذب الشباب إلى مجالسي ولا أدري كيف. قرأتُ كتابكم (100 سؤال وجواب فيما يحتاجه الشباب) وعجبني كثيرًا وأنقل منه على المنبر ولكن لا أرى أكثرهم يدخلون الحسينيّة ليستمعوا. وهم لما أختم محاضرتي ويبدأ عزاء اللطم يدخلون للضرب على صدورهم.. فما الحلّ في رأيكم مع هؤلاء؟

* الجواب:

طبعا هذه الظاهرة السلبيّة لم تكن في كلّ البلدان والمناطق ولله الحمد.. وبالنسبة لبعض الأماكن التي تشكو منها فهناك عدّة أسباب لجذب الشباب إلى الفكر الإسلامي الشيعي.. أتمنى أن تتوفّق لها:

1. التعبئة الإعلاميّة في تلك المنطقة أو الحسينية التي تعاني من شبابها العزوف الثقافي. وذلك عبر نشر كلمات قصيرة حول أهمّية العلم وزيادة المعرفة.

2. من الجدير تنظيم برامج ثقافية في الحسينية تحتوي على مسابقات وجوائز ثمينة. تدفع الشباب باتجاه ضرورة التعلّم.

3. توزيع كتيّبات صغيرة أو بروشورات ومطويّات من قصار الحكم ترغّب الشابّ والشابّة في القراءة.

4. ينبغي للخطيب أن يكتشف ذوق أولئك الشباب.. ماذا يحبّون.. وما هي الكلمات والمصطلحات التي يميلون إليها.. وما هي الأمثلة التي يعيشونها في يوميّاتهم.. كما لابد من تطعيم الخطبة بالقصص وقليل من الطرائف المضحكة إلا في مناسبات الحزن.

5. من المهم أيضًا أن يجد الشابّ في كلام الخطيب ما يمسّ واقعَه ويعالج همومَه ويغذّي اهتماماته. فليس من الصحيح الإكتفاء بالمواضيع التاريخيّة الجافّة ونقل السيرة من غير توجيهٍ عصريٍّ لها وإسقاطها على الواقع الذي يعانونه.

6. الوقوف مع كلّ واحدٍ واحدٍ منهم والسؤال عن أحوالهم وأمورهم والتحدّث عن همومهم ولو دقائق ليشعروا بأنك مهتمّ بهم. وإذا استطعت أن تشاركهم أفراحهم وأحزانهم فذلك مطلوب أيضًا لكسبهم إلى داخل الحسينية.

7. تنظيم مخيّمات ورحلات وسفرات قصيرة مع الشباب وتكوين الصداقة الشخصية معهم.

8. إشعارهم بالإهتمام وأن تلاقيهم بالإبتسامة والإحترام.

* سؤال رقم (5): من العراق

سماحة الشيخ.. لماذا الخلافات تنشب بين العلماء أكثر، وهم من المفترض أن يكونوا الأسوة في الألفة بين الناس؟

* الجواب:

ﻷن الله أبى أن يُدخِل أحدًا جنّته إلا بعد الإختبار.. فالعلماء أوّل مَن يختبرهم الله والناس ثانيًا.. وساحة الخلافات أخصب الساحات لاستخراج بَواطِن الأشخاص، فلا تنزعج إذا كشف الله لك بذلك حقيقة العالم المختبئ خلف كلماته المعسولة!!

ورد في الحديث الشريف: “وفي تَقَلُّب الأحوال عُلِمَ جواهرُ الرجال”.

فخلافات العلماء ضرورة لمعرفة الصالح منهم عن الطالح، ولكي يختبر الله موقفك من هذا وذاك.

* سؤال رقم (6): من البحرين

تُوفّيت إبنتي وكانت شابّة.. أريد أن أبعث إليها من الخيرات عملًا يَسُرُّها في قبرها.. زوجي يقول نعطي مبلغًا للمضائف الحسينيّة ليوزّعوا طعامًا على المشاركين في العزاء. وهل ترون عملًا أهم من هذا؟

* الجواب:

طعام البطون حَسَنٌ.. ولكنّ الأحسن منه طعام العقول. لقول مولانا الإمام الحسن المجتبى (ع): «عَـجِبْتُ لِمَنْ يَتَفَكَّـرُ في مَـأْكُولِهِ كَيْـفَ لا يَتَفَـكَّـرُ فى مَعْـقُـولِهِ، فَيُجَنِّبُ بَطْنَهُ ما يُؤْذيهِ، وَ يُودِعُ صَدْرَهُ ما يُرْدِيهِ».

فعليه أعتقد أنّ الإهتمام بالأطعمة قد تَجاوَزَ حدّ الإسراف ليصل بعضُه إلى حدّ التبذير، وهذا دليل على أنّ العقول في الغالب أصبحت خاوية. ودليلها الآخر واقعنا المتخلّف ونفسيّاتنا الطفيليّة ونزاعاتنا الصبيانيّة!!

لذا أن تساهموا مثلًا في طباعة كتيّب صغيرٍ في الدّين والعقيدة والأخلاق الإجتماعيّة وثقافة الحياة الزوجيّة يكون ثوابه أكثر حتى من طباعة كتيّبات الأدعية التي تراكمت في البيوت ولا مِن نفعٍ إلا لواحدٍ منها أو إثنين. إلا إذا تُعطى كتب الأدعية لمن ليست عنده. وهذا يكون في غير بلداننا غالبًا.

هذا وإذا قرّرتم خيرًا لمرحومتكم (رحمها الله) فنحن مستعدّون لطباعة كتبنا تثويبًا لروحها بإذن الله تعالى. ولعلّ من أهمّها كتابنا الجديد: (ساهِم في تحريرِ عقلِك).

وتصبّ في نفس الفكرة أيضًا كفالتُكم لراتب طالب العلوم الدينيّة شهريًّا لإعداده عالمًا صالحًا ينتفع الناس بإرشاداته القيّمة. نحن كذلك نرحّب بكم في حوزتنا العلميّة (حوزة خاتم الأنبياء) التي سنحتفل غدًا (17/ ربيع الأوّل) بذكرى تأسيسها العاشرة في ذكرى مولد الرّسول الأعظم محمد (صلّى الله عليه وآله).

√√ وحتى الجمعة القادمة…
نستودعكم الله.

للاعلى