وداعاً يا شهر محمد…
ومرحباً بشهر الله الأحد

بيان حول استقبال شهر رمضان المبارك:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بَلّغَنا شهرَ شعبان لتنقية نفوسنا بالإستغفار.. وقَرَّبَ إلينا شهرَ رمضان لتحلية عقولنا بالصيام والقيام وقراءة القرآن آناء الليل وأطراف النهار.. والصلاة والسلام على نبيّنا الحبيب المختار وآله الهداة الأطهار.. واللعنة على الذين اختاروا لأنفسهم طريق الأشرار.. من الآن إلى يوم لقاء الله الواحد القهّار.

◈ وأما بعد:

لقد بدأ شهرُ شعبان بالإنصراف.. وهذا شهرُ رمضان لاحَ هلالُه من جِدٍّ وجَديد.. شهرٌ نودّعه وشهرٌ نستقبلُه.. وكذلك كانت الشهور مِن قبلُ ومِن بعد.. هي الأعمار تتقدّم إلى أجل مسمّى عند خالقها الذي أخفاه علينا لكي نعمل بحذر المتقين وعيوننا على العاقبة الحسنى في كل حين…

◈ أيها المسلمون:

نحن اليوم وغداً في الزمان المقدّس.. شهر شعبان وقد غُفِرَت ذنوبنا إن شاء الله.. وهذا شهر رمضان ويريدنا الله أن ندخله بطهارة النفس ليزوّدنا بصيرة الطريق وإرادة السير بسلام…
تتصل هذه القدسيّة الزمانية بقدسيّة الهدف من الوجود (عبادة الله واجتناب الطاغوت) وقدسيّة (كرامة الإنسان) موضوع الهدف المقدّس.
وكما لبعض الأزمنة قدسيّة في الإسلام كذلك لبعض الأمكنة، مثل الحرم المكّي والمسجد النبويّ الشريفين، والمشاهد المشرَّفة لأهل البيت (عليهم السلام) وهكذا مساجد المسلمين. والقدسيّة تعني الإحترام الإلهي الواجب للمقدّس زمانياً والمقدّس مكانياً والمقدّس قِيَمِياً واحترام مَن يحترم ذلك كلّه في سبيل تحقيق أهداف الشريعة لصناعة الإنسان السويّ والأسرة السعيدة والمجتمع الصالح والبلد الآمن والأمة الحضارية والحياة الطيبة بطيب العدل والمحبة والأخلاق والإزدهار المادي والمعنوي.
القدسيّة تعني الإلتزام بتعاليم الله وبالأخص في تلك الأزمنة والأمكنة التي خصّها ربّ العالمين بأحكام دينية وآداب خاصة ليتزوّد منهما الإنسان ثقافة النهوض باتجاه تلك الأهداف العظيمة…
من هنا كان الذي يخرّب هذه الأجواء وهذه الأهداف ينطبق عليه قول الله عزوجل: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

◈ أيها المسلمون:

هذه أمّة الإسلام اليوم وقد تمكّن منها الإنحراف الفكري والمرض النفسي والإجرام السلوكي والتفكّك العائلي والفساد الإجتماعي والإنحطاط الأخلاقي والظلم السياسي والإقتصادي.. ولا يبدو في الأفق نجمٌ يهدي للخروج من أزمة الجهل والتخلّف قد شارَكَ في إيجادها كلّ الأطراف وبنسبٍ متفاوتة.. إلا نجمُ القرآن الكريم إذا تمّ الإهتداء به عبر الذي نزل عليه الوحي (محمد) ومن خلال (أهل بيته) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.. وإنما القبول يصحّ من غيرهم فيما يتطابَق مع الأول وهو (الذِّكر) ومع الثاني وهو (أَهلُ الذِّكر) فقط.

ويستوعب المسلم هذه البصيرة إذا فَقَهَ ما يلي من خطبة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) التي ألقاها في آخر جمعة من شهر شعبان استقبالاً لشهر رمضان المبارك:

ورد عن مولانا أمير ِالمؤمنين (عليه السَّلام) أنه قال: “إنّ رسولَ اللهِ (صلّى اللهُ عليه وآله) خَطَبَنا ذاتَ يومٍ فقال:

“أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللهِ بِالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ. شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ الأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ. هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللهِ، وَجُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اللَّهِ. أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ، وَعَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ، وَدُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ”.

هذه أوصاف الشهر الكريم الذي سندخله بعد أيام إن شاء الله تعالى.. فلنعي الزمان المقدّس، والوعي هو الباب الأول.

“فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ، وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ، أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ، وَتِلاوَةِ كِتَابِهِ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ. وَاذْكُرُوا بِجُوعِكُمْ وَعَطَشِكُمْ فِيهِ، جُوعَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَعَطَشَه”ُ.

هذه أعمالنا على المستوى الفردي وأما على المستوى الجمعي:

“وَتَصَدَّقُوا عَلَى فُقَرَائِكُمْ وَمَسَاكِينِكُمْ، وَوَقِّرُوا كِبَارَكُمْ، وَارْحَمُوا صِغَارَكُمْ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، وَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ، وَغُضُّوا عَمَّا لا يَحِلُّ النَّظَرُ إِلَيْهِ أَبْصَارَكُمْ، وَعَمَّا لا يَحِلُّ الاسْتِمَاعُ إِلَيْهِ أَسْمَاعَكُمْ. وَتَحَنَّنُوا عَلَى أَيْتَامِ النَّاسِ يُتَحَنَّنْ عَلَى أَيْتَامِكُمْ”.

وتعاليم معنوية هامّة يذكّرنا بها النبي الأكرم قائلاً:

“وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكُمْ، وَارْفَعُوا إِلَيْهِ أَيْدِيَكُمْ بِالدُّعَاءِ فِي أَوْقَاتِ صَلاتِكُمْ، فَإِنَّهَا أَفْضَلُ السَّاعَاتِ يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ فِيهَا بِالرَّحْمَةِ إِلَى عِبَادِهِ، يُجِيبُهُمْ إِذَا نَاجَوْهُ، وَيُلَبِّيهِمْ إِذَا نَادَوْهُ، وَيُعْطِيهِمْ إِذَا سَأَلُوهُ، وَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ إِذَا دَعَوْهُ”.

فلا تحرقوا أوقاتكم في مشاهدة المسلسلات الفاسدة والمفسدة.. وكذا الجلوس في المقاهي ومجالس البطّالين وخيام اللعب واللهو.. وتهملون هذا النداء من نبيّكم:

“أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ أَنْفُسَكُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِكُمْ، فَفُكُّوهَا بِاسْتِغْفَارِكُمْ، وَظُهُورَكُمْ ثَقِيلَةٌ مِنْ أَوْزَارِكُمْ، فَخَفِّفُوا عَنْهَا بِطُولِ سُجُودِكُمْ. وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَقْسَمَ بِعِزَّتِهِ أَنْ لا يُعَذِّبَ الْمُصَلِّينَ وَالسَّاجِدِينَ، وَأَنْ لا يُرَوِّعَهُمْ بِالنَّارِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِين”َ.

ما أروع المسلم كلّما عاش بوعيه وعقله وروحه هذه الساعات الإيمانية ساعياً لحياة رائعة بالمعنى السماوي، تاركاً وراءه شياطين الهوى وإغراءات أهل الدنيا..

ويواصل نبيُّنا الكريم في بيان البُعد الإجتماعي لشهر الصيام والقيام هاتفاً:

“أَيُّهَا النَّاسُ: مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ، كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ نَسَمَةٍ، وَمَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ.
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَلَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ (صلى الله عليه وآله): اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ”.

ويبيّن أثر الخير والإحسان والأخلاق وصلة الأرحام والعبادة دنيوياً وآخروياً قائلاً:

“أَيُّهَا النَّاسُ: مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ، كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الأَقْدَامُ، وَمَنْ خَفَّفَ فِي هَذَا الشَّهْرِ عَمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، خَفَّفَ اللَّهُ عَلَيْهِ حِسَابَهُ، وَمَنْ كَفَّ فِيهِ شَرَّهُ، كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ أَكْرَمَ فِيهِ يَتِيماً، أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ قَطَعَ فِيهِ رَحِمَهُ قَطَعَ اللَّهُ عَنْهُ رَحْمَتَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِصَلاةٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرْضاً كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ، وَمَنْ أَكْثَرَ فِيهِ مِنَ الصَّلاةِ عَلَيَّ، ثَقَّلَ اللَّهُ مِيزَانَهُ يَوْمَ تَخِفُّ الْمَوَازِينُ، وَمَنْ تَلا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُور”ِ.

هل يا تُرى إذا وعى المسلم هذه القيم وسَلَكَها موقفاً وإرادةً سوف يقبل لنفسه الدناءة ويهبط لمستنقع النذالة حتى يفجّر نفسه فيمن يشهدون أن (لا إله إلا الله) وأنّ (محمداً رسول الله)؟!
كلا.. وبكل تأكيدٍ ويقين لن يفعلها إلا مَن جهل أبسط مسائل الإسلام وهو السلم حتى مع المشركين المسالمين فضلاً عن المسلمين الواضحين في إسلامهم والداعين للحوار واللاعنف…

(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).

والآية تنصّ على تحريم القتل بالهويّة.. فإذا لا يجوز قتل مشرك لم يقاتل المسلم فهل يجوز قتل مسلم شيعي بذريعة شيعي آخر في مكان آخر يحمل سلاحاً؟!

من هنا فليذعن كل مسلمٍ لنداء نبيّه العظيم (صلى الله عليه وآله) وهو يخاطبنا منذ أربعة عشر قرنٍ ودعوته مستمرة إلى يوم القيامة:

“أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ أَبْوَابَ الْجِنَانِ فِي هَذَا الشَّهْرِ مُفَتَّحَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لا يُغَلِّقَهَا عَنْكُمْ، وَأَبْوَابَ النِّيرَانِ مُغَلَّقَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لا يُفَتِّحَهَا عَلَيْكُمْ، وَالشَّيَاطِينَ مَغْلُولَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لا يُسَلِّطَهَا عَلَيْكُمْ”.

◈ وفي ختام الخطبة:

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليُّ (عليه السلام):
فَقُمْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ.. مَا أَفْضَلُ الأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟
فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ.. أَفْضَلُ الأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ: الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ عزَّوجل.
َّثمُّ بكى فقلتُ: يَا رسولَ اللهِ ما يبُكيكَ؟
فقالَ: “يَا علي أبكي لما يُستَحَلُّ منكَ في هذا الشهرِ.. كأنّي بِكَ وأنتَ تُصلّي لربِّكَ وَقَدْ انبعثَ أشقى الأوَّلينَ والآخرينَ شقيقُ عاقرِ ناقةِ ثمود فَضَرَبَكَ ضربةً على قَرنِكَ فَخَضّبَ منها لِحيَتَك”.

وهنا مجموعة دروس نخاطب بها كل مسلم ومسلمة:

1/ تجنّبوا الحرام بأيّ نوعٍ ومستوى.. فالورع عمّا حرّمه الله أفضل أعمال شهر رمضان. وعليه:
* فاليجتنب الحاكم أنواع الظلم وهتك الأعراض وسفك الدماء.
* وليجتنب الغني البخل على الفقراء والتبذير في الشهوات.
* وليجتنب العالم الكذب والتزوير والتحريض وحُبّ الدنيا والأنا. وكذلك كل ناشط سياسي وإعلامي.
* وليجتنب الشباب والشابات جميع العلاقات الجنسية خارج إطار الشرعية وبشتّى أساليبها مثل الكلام والطلعات والكوفيشوب وما أشبه.

2/ لقد بكى رسول الله ألماً وحزناً على اغتيال صهره وخليفته في أمّته الإمام علي وهو يخبره بالغيب كيف سيُضرَب بالسيف على رأسه حين الصلاة في مسجد الكوفة.. ولم يتوقف بكاؤه حيث صنع حثالات هذه الأمة بإبنته فاطمة الزهراء وسبطيه الحسن والحسين ما صنعوا ويصنعون بشيعتهم إلى اليوم وفي المساجد وهم في حال الصلاة والعبادة…

وهنا سؤالٌ نقدّمه لكلّ صاحب ضمير:
أذلك هو معنى العمل بهاتين الآيتين الشريفتين:
* (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ).
* (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ).

◈ وآخر دعوانا هنا أنِ:

{اللهُمّ اهدِنا فيمَن هَديْتَ، وعافِنا فيمَن عافيْتَ وتَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت، وبارِك لَنا فيما أَعْطَيْت،
وقِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيتَ، سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك، إنَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيتَ
وَلا يَعِزُّ من عادَيتَ، تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت، فَلَكَ الحَمدُ يا الله عَلى ما قَضَيْت، وَلَكَ الشُّكرُ عَلى
ما أَنْعَمتَ بِهِ عَلَينا وَأَوْلَيت، نَستَغفِرُكَ يا رَبَّنا مِن جمَيعِ الذُّنوبِ والخَطايا ونَتوبُ إليك، وَنُؤمِنُ
بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليك، ونُثني عَليكَ الخَيرَ كُلَّه أَنتَ الغَنِيُّ ونحَنُ الفُقَراءُ إليك، أَنتَ الوَكيلُ ونحَنُ
المُتَوَكِّلونَ عَلَيْك، أَنتَ القَوِيُّ ونحَنُ الضُّعفاءُ إليك، أَنتَ العَزيزُ ونحَنُ الأَذِلاَّءُ إليك، اللّهم يا
واصِلَ المُنقَطِعين أَوصِلنا إليك اللّهم، هَب لنا مِنك عملاً صالحاً يُقربُنا إليك، اللّهم استُرنا
فوق الأرضِ وتحت الأرضِ ويوم العرضِ عليك، أحسِن وُقوفَنا بين يديك، لا تُخزِنا يوم العرضِ عليك، اللّهم أَحسِن عاقِبتَنا في الأُمور ِكُلّها وأجِرْنا مِن خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة يا حنَّان…}.

مع تحيات:
عبدالعظيم المهتدي البحراني
24/ شعبان/ 1436
2015/6/12

للاعلى