بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم أيها المؤمنون.. وأيتها المؤمنات ورحمة الله وبركاته

جاء العيد .. عيد الفطر السعيد.. وتطايرت التهاني والتبريكات بين الأقارب والأصدقاء…

إنها سنة حسنة ووسيلة للتواصل وخاصة على مستوى صلة الأرحام.. وكم نحتاج إلى توثيق أواصر المحبة والترويج لثقافة الأخوة في زمن قست القلوب وتشاحنت بالكراهيات الجاهلية التي مزقتنا شر ممزق وعلى أسباب ما أنزل الله بها من سلطان…

ولابد لنا جميعا.. أن نعود إلى فطرتنا ونلامس صفاءها في سبيل النهوض بهذه الأمة إلى دين الله الحق.. دين الرحمة الواسعة.. دين التأسيس للحياة الطيبة.. وإنما الباب إلى ذلك هو التقوى.. وهو الغاية من الصيام في شهر رمضان…

فلا يلهو الإنسان المسلم في العيد.. وكأنه تحرر من قيود شهر رمضان وحان له وقت اللعب بما يشاء!!

هذا وإني حيث أذكر نفسي بتقوى الله، وأذكر القراء الذين تصلهم هذه السطور، وأذكر كل من أرسل لي بطاقة المعايدة ورسائل التهاني، أذكر الجميع بتقوى الله، فإنه جنة واقية في الدنيا من كل رذيلة وجنة باقية في الآخرة بكل ما فيها من لذات دائمة.

من هنا فقد قال الإمام الصادق(عليه السلام): «خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم الفطر فقال: “أيّها الناس! إنّ يومكم هذا يوم يثاب فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون، وهو أشبه بيوم قيامكم، فاذكروا بخروجكم من منازلكم إلى مصلّاكم خروجكم من الأجداث إلى ربّكم، واذكروا بوقوفكم في مصلّاكم وقوفكم بين يدي ربّكم، واذكروا برجوعكم إلى منازلكم رجوعكم إلى منازلكم في الجنّة.
عباد الله! إنّ أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان: أبشروا عباد الله، فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم، فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون”.

بهذا أيها الأحبة.. نرجو أن يكون عيدنا هذه السنة عيد النصر على أهواءنا.. بجعله محطة صالحة لتزويد قلوبنا بروح التقوى.. حتى بها ندخل إلى كل خير أدخل الله إليه محمدا وآل محمد.. ونخرج بإذنه تعالى من كل شر أخرج الله منه محمدا وآل محمد (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين).

أللهم وفقنا إلى ذلك كله، وخذ بأيدينا إلى رضاك في الدنيا ورضوانك في الآخرة، وفرج اللهم عن المستضعفين في كل مكان ولاسيما العراق وسوريا وفلسطين.. وعن السجناء المظلومين ولاسيما في بلادنا (البحرين) واجعلنا يا رب العالمين من الصالحين والمصلحين وألحقنا بهم في جوار نبيك محمد وأهل بيته الطاهرين.

وأخير.. أبارك للجميع هذا العيد وأطلب براءة الذمة ممن لو صدرت مني إليه إساءة من غير عمد وإصرار. كما أرجو ممن له علي حق مالي أو غيره أن يتصل بي لتبرأة الذمة.

ودمتم موفقين لكل خير.

مع تحيات:

عبدالعظيم المهتدي البحراني
1/ شهر شوال /1435
2014/7/29

للاعلى