قصة.. إنما يعيها القلب الحسيني

حكى لي صديقي العزيز (المدير المؤسس لجمعة الطفل الرضيع العالمية) الحاج داوود المنافي (حفظه الله) في منزله بطهران ليلة الجمعة (٥/ جمادى الأولى / ١٤٣٤) -(٢٠١٣/٣/١٤) أن صديقه الرادود الحسيني الحاج مهدي الرياحي وهو أحد الرواديد المعروفين في ايران رآى في المنام طوفاناً وعواصف مائية شديدة تحاصرني وكان خائفاً عليّ، وكنت أتحرك نحوه للنجاة من الغرق، ولكني قبل وصولي اليه سقطتُ في الفيضان ولما وصل اليّ وجدني قد لفظتُ أنفاسي الأخيرة، فاضطرب صديقي الحاج الرياحي حزناً على موتي وصرخ من غير ترتيب سابق (يا مسيح الحسين يا علي الأصغر أدركني) وأعاد هذه الكلمات ثلاث مرّات وفي الثالثة فتحتُ له عيني وعادت إليّ روحي…
يقول الحاج الرياحي جلستُ من النوم مستغرباً من كلمات هذا التوسل الجديد.. إذ لأول مرة تجري على لساني من غير علم سابق بها وكأن المقصود منها أن أطلقه للنشر بين المعتقدين بمقامات أهل البيت (ع) لقضاء الحاجات الصعبة. وهي كلمات نورانية ألهمها الله في المنام لي وتعني أن عبدالله الرضيع.
(أقول – المهتدي ناقل القصة – أن عبدالله الرضيع هو طفل الامام الحسين (ع) الذي ذُبِحَ من الوريد الى الوريد في يوم عاشوراء عن عمر لا يتجاوز الشهر السادس، قدّمه الامام الحسين ليتم الحجة على المعسكر الأموي طالباً له قطرات من الماء تروي عطشه، قائلاً لجيش الشام إن كان للكبار ذنب فما ذنب الصغار؟!
وقد أكرم الله تعالى منزلة هذا الطفل الشهيد المظلوم برفعه الى مقام المسيح (يبرئ الأكمه ويحي الموتى بإذن الله) إكراماً لأبيه الامام الحسين على تضحياته الفريدة من نوعها في سبيل الله وإحياء دين جدّه رسول الله (ص).. وكأن الله بهذه الكرامة يريد جعل هذا الطفل الشهيد مفتاحاً للدخول الى عظمة الحسين عند الله تعالى ومحورية كربلاء وعاشوراء في حركة التغيير العالمية على مدى العصور التالية).
يضيف لي الحاج المنافي قائلاً:
وبعد أيام التقى بي الحاج الرياحي (وهو شاب أربعيني) فأخبرني بهذه الرؤيا العجيبة، ثم لم يمض إلا (٢٧) يوماً حتى اتصلتْ بي زوجته تخبره بأن الحاج أصيب بجلطة دماغية فأغمي عليه فور وصوله للمستشفى، وبدأت معه كل العلاجات في أرقى مستشفيات تخصصية بطهران لإخراجه من الغيبوبة، ولكن دون جدوى.
ويضيف لي الحاج المنافي أنه بعد (١٨) يوماً من غيبوبة الحاج ومحاولات فريق الأطباء المتخصصين الطبية المجهزة جاءنا الفريق ليقولوا أن نخبركم عن أسفنا بأن الحاج حالته لا تستجيب لأي علاج وهو في اعتقادنا الطبي لن لا يعود الى الحياة ثانية وحتى لو رجع فسوف يعيش مشلولاً بسبب التلفيات الحاصلة في مخه بدرجة (٩٠ في ١٠٠).
وقال أحد الأطباء لما سمع بعضنا قد رفع يديه للدعاء: لا تدعو يا أخي فإني أخشى يستجاب دعاءك فيرجع الحاج الى هذه الدنيا مشلولاً فيتأذى في حياته وتتأذى معه عائلته !! فالجنة أفضل له وأريح !!
وهنا – والكلام للحاج المنافي – تذكّرتُ رؤيا الحاج الرياحي نفسه لي حيث رجعت الى الحياة بذكره (يا مسيح الحسين يا علي الأصغر أدركني). فطلبت من الحاضرين في المستشفى أن نتوسل الى الطفل الرضيع بتكرار هذه الكلمات بقصد الشفاء لمن ألهمه الله في المنام…
فارتفعت الأصوات في المستشفى بهذه الكلمات النورانية ويفصلنا مع حبيبنا الحاج الرياحي حاجز غرفة الانعاش.. ثم خرجنا وكنت أنا قد شعرتُ ببرد عجيب من هذا التوسل وكأنه مسح الله على قلبي بأن الحاج الرياحي سيُشفى ويعود الينا سالماً..
وصلت الى المنزل وبعد عشرين ساعة اتصلتْ بي زوجة الحاج وبشّرتني بأنه خرج من غيبوبته وقام من على سريره فوقف على قدميه واذا بدخول الطبيب عليه، فما أن رآه الطبيب كاد يُغشى عليه!! فسأله فوراً وباستغراب كبير: حاج رياحي أهذا أنت ؟!
فردّ عليه مبتسماً: أجل فقد شافاني سيدي علي الأصغر طفل الامام الحسين الشهيد..
يواصل الأخ الحاج المنافي فصول هذه القصة قائلاً لي: هنالك لما رأيت الأثر العملي لكلمات (يا مسيح الحسين يا علي الأصغر أدركني) طلبت من إبن الحسين علي الأصغر أن ينجيك الله من السجن. ثم اتصلت بجميع الرواديد عبر برنامج (الواتساب) ضرورة التوسل بهذه الكلمات العظيمة لنجاتك، فلم يقصّروا الإخوة في جميع فروعنا داخل ايران وخارجها كما أخبروني، ثم استفتحتُ بالقرآن الكريم فطالعتني آية مباركة وفحواها أن الشيخ عبدالعظيم المهتدي سيخرج من السجن وبحكم البراءة، أخفيتُ هذا الأمر في قلبي حتى أرى حقيقته، وألححتُ لك بالدعاء قائلاً أن هذا العالم الولائي قد خدم جمعة الطفل الرضيع العالمية وقام بنشرها في البحرين وغيرها من ثاني عام التأسيس وحصل الموالون لأهل البيت (ع) حوائجهم الجمّة فلابد لك يا مسيح الحسين يا علي الأصغر أن تنجيه مما هو فيه من سجن النواصب.
واذا بعد فترة وجيزة تم إطلاق سراحك، فنويتُ أن تكون أنت بنفسك عند لقائي بك هو أول مَن أحكي له هذه القصة العجيبة جدّاً !!!
وهنا شكرتُ الحاج المنافي وأقول: ذلك من فضل ربّي والحمد لله ولعنته على المشكّكين فيما أفاض عزوجل من كرامات ومعاجز على سيدنا محمد وآل محمد (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين).. شكراً لكم يا سادتي ومواليّ.. رزقني الله شفاعتكم يوم يأذن لكم فأنتم لا غيركم مَن ارتضاكم.. اللهم نجّ من سجن الظالمين في البحرين وغيرها جميع المظلومين بجاه النبي وآله الطاهرين.
للاعلى