*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة

العدد (26)

*سؤال رقم (1): من السعودية*

ما هو الموقف الشرعي حول ممارسة كُرة القدم وبقيّة الألعاب الرياضيّة ومشاهدتها أيضًا؟

*الجواب:*

لا بأس بكرة القدم ونحوها مثل كرة السلّة وكرة الطائرة وكرة اليد والمنضدة (التِّنِس) وغيرها إذا خلتْ عن المراهنة بين اللّاعبين، ومعها لا تجوز. أمّا لعب الشطرنج والنرد حتى بلا مراهنة فلا يجوز، وبحكمها – على الأحوط لزوماً – اللعب بالآلات الأخرى التي يتعارف التقامر بها وإن كان ذلك للتسلية أو نحوها. وأيضاً لا يجوز من الألعاب الرياضيّة ما تكون خطرة على حياة اللّاعبين أو تُعرِّضهم لضررٍ شديد كما في بعض أنواع الملاكمة.

ويجوز مشاهدتها في الملاعب الرياضية أو على شاشات التلفاز وما أشبه سواء بدفع مال أو بدونه إلا إذا استلزم حرامًا كمشاهدة الرجل رياضة المرأة أو مشاهدة المرأة رياضة الرجل على نحوٍ تثير فيهما الشهوة أو ما يؤدّي منها إلى ترك واجبٍ كترك الصلاة حتى لو كان يقضيها.

هذه خلاصة أقوال الفقهاء في الإجابة على سؤالك.

*سؤال رقم (2): من قطر*

شخصٌ لم يَصُم عن عمدٍ في شهر رمضان وكان يعلم أنّ ذلك لا يجوز.. فما عدا القضاء ما هي كفارته؟

*الجواب:*

يجب عليه إطعام ستّين مسكيناً عِوَضاً عن كلّ يوم، ويكفي إعطاء كلّ مسكين (750) غراماً من الأرز أو الحنطة أو الشعير، أو خبزها أو دقيقها أو دفع قيمة هذه الأشياء إلى المرجع الديني أو وكيله أو الثقة الذي يقوم بالإطعام أو توزيعه على المساكين.

بهذه العقوبة الدنيويّة سينجو من عقاب الآخرة إن شاء الله.. وفي ذلك درسٌ له وللآخرين كي لا يتعمّدوا في ترك الصيام وهي من أحكام الله العالم بما ينفع عباده وما يضرّهم.

*سؤال رقم (3): من ايران*

شيخنا العزيز.. لماذا أصبح البعض يُدخِل الموسيقى في فقرات صوتيّة للدعاء والقصائد الرثائيّة والمواعظ الجميلة ومقاطع من محاضرات دينيّة للعلماء.. فيُحرِمنا من الإستفادة ، خاصةً تلك الموسيقى التي تطغى على أصل الكلام وتُفقِدنا القدرة على فهمه.. أرجو أن تكتبوا نصيحةً إلى هؤلاء. وشكرًا.

*الجواب:*

هذا ابتلاءٌ نابعٌ عن الجهل بالحكم الشرعي في الموسيقى. أتمنّى أن يحجم الإخوة عن ذلك كي يعمّ الإنتفاع من إنتاجهم هذه المقاطع المفيدة، بذلك سيتوب الله عليهم حيث قال: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

*سؤال رقم (4): من البحرين*

ظاهرةٌ عجيبة في مجتمعنا البحريني.. أناسٌ يتضوّرون جوعًا.. وأناسٌ مُسرِفُون مُبذِّرون، وهم في الغالب إمّا جيران أو أقارب!! كيف لا ينزل الله علينا عذابه يا شيخ؟! مثلًا زوجة أحد أقاربي في كلّ أسبوع تقريبًا تستعرض في قروب نساء العائلة مشترياتها الجديدة من الذهب والزينة والساعات والفساتين والأحذية والأجهزة ومزهريّات لبيتها، وتصوّر للقروب طبخات خدّامتها من أطباقٍ لذيذة ومتنوّعة. في الوقت الذي هي وزوجها الفاشل يعلمون أنّ في عائلتنا فقراءً كثيرين، مثلًا أخي الأعزب وهو يدرس علوم آل محمد (عليهم السلام) في الحوزة العلميّة ويعاني من الفقر المدقع، أحيانًا تخترب سيارته المتهالكة التي يذهب بها إلى الحوزة وليس لديه ما يصلحها. قبل أيام لم يكن لديه ثمن وقودها، فأعطيتُه ثلاث دنانير، لأني فقير مثله. المفروض أفكّر في تزويجه ولكن كيف ونحن بهذه الحالة؟! لماذا مات الإحساس في الناس؟! لماذا صاروا يعيشون لأنفسهم فقط؟! لماذا لا يلتزمون بالآية التي تقول: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).

شيخنا ألتمس من براعة قلمكم أن تكتبوا حول هذه الظاهرة المقيتة فلعلّ المبتلين بها يهتدون قبل حساب الآخرة.

*الجواب:*

ما كتبتموه أخي الكريم صحّحتُ بعض عباراته ونقلتُه في صيغة السؤال فكفاني الجواب (لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).

ربّنا تعالى يحفظكم ويفتح عليكم وعلى أمثالكم أبواب الخير ويفتحها علينا من أهل الخير لنكون في خدمة المحتاجين.

*سؤال رقم (5): من برلين*

أنا بحرينيٌّ مقيمٌ في برلين، وصلتْني تعليقات سخيفة لأحد عناصر المعارضة يسيء فيها إلى شخصيّةٍ مرموقةٍ من علمائنا الأفاضل باستناده على خبرٍ كتبتْه صحيفة رسميّة. ولو كان هذا الجاهل يلتزم القرآن لكفتْه الآية التي تقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا…).

شيخنا العزيز كيف يصل الحقد في هؤلاء حتى يعتمدوا من الصحف الرسمية ما تخدم مآربهم فقط، لمجرّد أنّ هذا العالم ليس من حزبهم. ولكنهم في غير ذلك مما تنقله صحف النظام يقولون أنها تكذب؟! ما هذا التناقض في هؤلاء القوم؟! وهل ينصر الله معارضةً نبتتْ فيها هذه الآفات؟! كيف سيفعلون بغيرهم لو انتصروا.. حتمًا تلفيق تُهَم ضدّهم.. ثم تنفيذ العقاب باسم الدّين! وهل هناك شيءٌ آخر وهم يمارسونه اليوم بلا سلطة؟!

*الجواب:*

إنّ وجودَ معارضةٍ سلميّةٍ حكيمةٍ في أيّ بلد دليل سلامة نبض الشعب فيه، وهو تجسيدٌ لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعبيرٌ عن مبدأ التنافس ومبدأ الحرّية ومبدأ الرقابة والشراكة المجتمعيّة. وفي كلّ ذلك آيات وأحاديث.. وتؤيّده القوانين الدوليّة ومنشور الأمم المتحدة، لأنها من صميم الفطرة الإنسانيّة.

قال الله تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).

المهمّ هنا هو التركيز على النجاح في اختبار الورع والتقوى والتزام العدل والإنصاف حيث يخاطبنا الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).

نحن في البحرين من حقّنا أن نأسف على المعارضة التي ابتُليتْ بعناصر عديدةٍ فيها تمارس الديكتاتوريّة أكثر من الديكتاتوريّة التي تنتقدها. لذلك أضحتْ تنزف بالتضحيات في حلقات مُفرَغة. وقد انتقدنا هذه الحالة المَرَضِيّة كرارًا وحرصًا على الإصلاح الداخلي ، ولكن لا حياة لمن تنادي.

*سؤال رقم (6): من سلطنة عمان*

ماذا كان مرض الإمام زين العابدين (عليه السلام) في يوم عاشوراء؟

*الجواب:*

بدايةً نلفت النظر إلى أنّ مرضه (عليه السلام) كان مؤقّتًا في يوم عاشوراء وفي فترة السّبْي، ولم يمتد معه إلى السنوات المتأخّرة خلافاً للشائع في بعض الأذهان من أنّه كان مريضاً طول حياته. علماً أنّ مرضه (عليه السلام) في تلك الفترة كان ضمن الحكمة الإلهيّة لسقوط فريضة القتال عنه حتى يبقى حيًّا ليستمر به النسل الحسيني، وليكون بإمامته من بعد أبيه فاعلاً في تغيير مسيرة الأمّة والحفاظ فيها على شريعة جدّه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).

وأما نوع ذلك المرض، فهناك ثلاثة أقوال كما أفاده الخطيب الحسيني المحقّق سماحة الشيخ فوزي آل سيف (في موقعه الإلكتروني):

1/ أنه كان قد (ارتُثّ) بمعنى حُمِلَ من المعركة جريحًا وبه رَمَق. ويدلّ هذا القول على مشاركته في بداية المعركة.

2/ أنه كان مصابًا بـ(الذّرَب) وهو الداء الذي يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام.

3/ أنه كان (مبطونًا)، وهو الذي يشتكي من آلامٍ في بطنه.

*سؤال رقم (7): من الكويت*

انطلاقًا من وجوب صلة الأرحام.. كيف نتواصل مع أقارب لا يريدون التواصل معنا؟ أرجو من سماحتكم الجواب لأضعه في قروبنا العائلي فلعلّه يصل إلى من أقصد هدايتهم!!

*الجواب:*

عَفْيِة على ذكائك يا ولد!!

حسنًا.. ضَعْ هذه الرواية الشريفة في قروبكم المبارك إن شاء الله وكُنْ أوّل العاملين بها ثم دعِ الباقي يكفله الله تعالى.

قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلّم): “صِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، وَاعْطِ مَنْ حَرَمَكَ ، وَأَعْرِضْ عَمَّنْ ظَلَمَكَ”.

*سؤال رقم (8): من البحرين*

هل يجب على الزوجة تنظيف البيت وتغسيل الملابس وغيرها من الأمور المنزليّة كالطّبخ والتسوّق للمطبخ مثلًا؟
وهل إذا لم تقم بذلك يحقّ لزوجها أن يعاقبها بالهجر وما أشبه؟

*الجواب:*

عمل الزوجة في المنزل ليس واجبًا شرعًا بحيث إن تركتْه تكون مذنبة عند ربّها أو يجوز لزوجها أن يعاقبها.

ولكن من أجل تعميق المحبّة بين الزوجين فإنّ تطوّعها لهذا العمل مما يقرّبهما إلى بعضهما بزيادة المحبّة التي هي أساس السعادة. لذا شجّع الإسلام على التعاون بين الزوجين وتبادل الخدمة والإحترام ليجلبا المحبّة والسعادة لأنفسهما. ولا شكّ أنّ هذا السلوك الطيّب سيؤثِّر على شخصية أطفالهما النفسيّة والفكريّة والعمليّة. وفي ذلك أيضًا من الأجر والثواب عند الله ما لا يخفى.

وعلى الزوج العاقل والسويّ في نفسيّته وأخلاقه العائليّة أن يقدّر أتعاب زوجته في البيت ويعاملها كإنسانةٍ تستحقّ الشكر والثناء.. وكذلك العكس، فإنّ الزوج يتعب أيضًا ويستحقّ من زوجته كلمة التقدير.

√√ وحتى الجمعة القادمة…
نستودعكم الله.
للاعلى