*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة
*العدد (25)*
*سؤال رقم (1): من سلطنة عمان.*
شيخنا أنا طالب جامعي أعاني من مشكلة في الحفظ.. أريد أدعية أو أشياءً تساعدني على تقوية الذاكرة.
*الجواب:*
1/ تَجَنَّبْ المعصية وأكثِر من الإستغفار.
2/ كُنْ على طهارة (الوضوء) قدر ما تستطيع.
3/ صباح كلّ يوم وقبل الفطور كُـلْ (21) حبّة زبيب أسود. واجعل في قائمة مأكولاتك: الرمّان والعسل والزنجبيل.
4/ أُتْـلُ القرآن الكريم يوميّاً ولو خمسين آية أو صفحة واحدة.. والأفضل أن تكون بين الطلوعَيْن (طلوع الفجر وطلوع الشمس).
5/ إستعملْ العِطْر الخفيف الذي ترتاح إلى رائحته.
6/ إقرأ ما قاله النبي (صلى الله عليه وآله) للإمام علي (عليه السلام): “إذا أردتَ أن تحفظ كل ما تسمع فَقُل في دُبُر كلّ صلاة: سُبْحَانَ مَنْ لَا يَعْتَدِي عَلَى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ ، سُبْحَانَ مَنْ لَا يَأْخُذُ أَهْلَ الْأَرْضِ بِأَلْوَانِ الْعَذَابِ ، سُبْحَانَ الرَّءُوفِ الرَّحِيمِ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُوراً وَ بَصَراً وَ فَهْماً وَ عِلْماً ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ “.
*سؤال رقم (2): من الكويت.*
أنا مسلمة وزوجي مسلمٌ يشرب الخمر.. ماذا يجب عليّ تجاهه؟
*الجواب:*
إسعي في هدايته بالحكمة والموعظة الحسنة وجادِليه باللتي هي أحسن حتى يترك هذا المنكر.
ولكي تُحقِّقي النجاح في هذا الأمر ينبغي لك ما يلي:
1/ أن تقرئي حول مضارّ الخمر صحّيًا ودنيويًّا وأضراره على نسله وذرّيته، وكذلك حول عقوبات أخرويّة تنتظر شارب الخمر من ساعة موته إلى ليلة دفنه وإلى يوم يُبعَث حيًّا.
2/ أن تصبري عليه وتعتمدي أسلوب النَّفَس الطويل.
3/ أن تساعديه في تركه لهذه المعصية الكبيرة بإعطائه ما يحتاجه من البدائل المحلَّلة.
4/ بادري إلى خلق أجواء داخل المنزل ليستغني عن الذهاب إلى أصدقاء السّوء وأماكنهم.
*سؤال رقم (3): من البحرين.*
أنا فتاة أقلّد المرجع السيستاني.. ما رأيه إذا أردتُ الإلتحاق بنادي رياضة (التكواندو) مع مجموعة فتيات والمُدرِّب رجل أجنبي.. وتكون على شعري ربطة حجاب لا يظهر منه شيء؟
*الجواب:*
كلّ المراجع متّفقون على عدم جواز تلك الحركات الرياضيّة أمام الرّجل الأجنبي حتى لو كانتْ على الرأس ربطة حجاب. فهذا ليس إلّا حجاب النعامة، تدفن الفتاة رأسها فيه وتظنّ الصيّاد لا يراها، كيف والملابس الرياضية تُفصِّل زوايا جسمها وهي في تلك الحركات أمام نظر المدرِّب الأجنبي؟!
إنّ هذا الأمر المستهجن معلوم الحرمة ولا حاجة إلى السؤال عنه!!
المطلوب من الفتاة المسلمة أن تتعلّم ما يناسب دورها في حياتها وخاصةً ما يخدم سعادتها الزوجيّة وما تحتاج إليه في تربية أطفالها وتعليمهم، ليكونوا عناصر صالحة في بناء المجتمع. وأمّا الأعمال الخشنة والثقيلة فتتركها للرّجال.
الأجدر أن تشتغل المسلمة في نشر ثقافة التخلّص من الأفكار الغربيّة التي خطفتْ الحياء من بعض الفتيات ودفعتْهنّ نحو تضييع أعمارهنّ في هوايات تافهة بدلاً عن الإهتمام بالأساسيّات الأنثويّة، فكم من بيتٍ هُدِم بسبب اللّاتي خلعن الحياء. وما أكثر الزوجات اللّاتي دخل قطار حياتهنّ في نَفَقٍ مُظلَم وخرج إلى الطلاق وضياع الأطفال بسبب تلك العادات السيّئة التي تعلّمْنَها قبل الزواج.
نعم.. إذا كان لابدّ من تعلّم تلك الحركات الرياضيّة — مثلًا للدفاع عن النفس- يمكنها أن تختار مدرِّبةً، فلماذا مدرِّبًا؟!
سؤال رقم (4): من الدنمارك.
لم أخمّس طول حياتي، كيف أبدأ الآن بتخميس أموالي، علماً أني شابّ موظّف متوسط الحال؟
* الجواب:
أحسنت باتخاذك هذا القرار الذي يزيدك الله به خيرًا كثيرًا.. وهكذا يقول الذين جرّبوا تخميس مالهم كواجبٍ من الواجبات الشرعيّة.
وأمّا طريقته فهي أن تخطو ما يلي:
1/ أنظر إلى ما عندك من مال نقدًا، وغير النقد من الأشياء الجديدة والمستعملة تثمّنها بثمنٍ تقريبي كما لو أردتَ أن تبيعها. ولنفترض صار مجموع ما تملكه من النقد وغير النقد ألف دينار مثلاً.. فيكون خمسك 200 دينار. والباقي الذي بيدك هو 800 دينار يقال له المال المُخمَّس.
2/ هنا إذا كان دفع المبلغ صعباً عليك يمكنك تقسيطه، كما يمكنك أن تشرح للوكيل المرجعي وضعك المالي فله صلاحيّة التخفيض.
3/ لمّا يتمّ تعيين المبلغ النهائي للخمس، مثلاً 200 دينار حسب مثالنا المذكور تواصل في صرفك من مدخولك المالي إلى سنة كاملة، وهنا في نفس اليوم الذي أخرجتَ خمسك من السنة السابقة تقوم بحساب ما بيدك من النقد فقط وقيمة الأشياء الجديدة التي لم تستعملها فقط، فلو افترضنا كانت أموالك في هذه السنة الجديدة ألف وخمسائة دينار مع قيمة الأشياء الجديدة ستكون عمليّة التخميس الجديد هكذا:
تطرح من المبلغ المذكور 800 ديناراً وهو المال المُخَمَّس من السنة السابقة، فتبقى عندك 700 ديناراً، فالخمس هنا يتعلّق بهذا المبلغ الفائض فقط.. فيكون مقداره 140 ديناراً لا أكثر. والباقي من المجموع -يعني ألف 360 دينار- يكون مالك المخمّس، وهو رأسمالك للسنة القادمة.
هذه الطريقة تكرّره في رأس كل سنة. وفي السنة التي لم يكن عندك فائض عن المبلغ المخمَّس من السنة السابقة سوف لا يكون عليك خمس. فحسب المثال المذكور لو كان بيدك 360 دينارًا أو أقلّ فلا يجب عليك الخمس في تلك السنة.
هذا ومن الجيّد أن تخصِّص لنفسك دفترًا خاصًّا لهذه الحسابات السنويّة. وهو بإذن الله يبقى أيضًا ذكرىٰ لأولادك وأحفادك يذكّرهم بك وبالتزامك في تطهير أموالك التي تركتُ آثارها الغيبيّة في تربيتهم.
*سؤال رقم (5): من مصر.*
بعض الطالبات المبتعثات للدراسة إلى مصر والأردن والصين والبلدان الأخرى يجلسن مع الطلّاب بالقميص والبنطلون وأحيانًا ربطة على الشعر ومفاتنهن بارزة واضحة جليّة… وتتذرّع الواحدة منهنّ بالقول: “حتى لا يشوفوني شاااذّة”!!
ما هو رأيكم شيخنا في هذه الظاهرة؟
*الجواب:*
لو كانت الأسس الدينيّة سليمة لدى هؤلاء، أو كانت تربيتهنّ العائليّة قائمة على الغيرة والحياء والعفاف والخوف من عذاب القبر وعذاب الآخرة، لما كانت الإنهزاميّة والأهواء والشهوات تقودهنّ إلى هذا المنزلق الشيطاني.
نأسف جدّاً على هذا الضياع ونتألّم لشرف هؤلاء البنات ومستقبلهنّ الذي سيندمن فيه يوم يخسرن كرامتهنّ ثم لا ينفعهنّ النّدم.
إنّهنّ بغيابهنّ عن الوعي الديني قد حَلِيَتْ الدّنيا في أعينهنّ. ولا شكّ في خسارتهنّ حلاوة الآخرة إلّا إذا تُبْنَ وأصلحنَ. وهذا ما نأمله منهنّ.
أخبَرَني صديقي كان يدرس في (…) فترة السبعينيات من القرن الميلادي المنصرم أنّ البنات المبتعثات اللّاتي فَسَدْنَ هناك رَجَعْنَ خاسرات حياتهنّ الزوجيّة والمهنيّة!! وكانت بداية انزلاقهنّ هي الصداقات وفق قاعدة: حشرٌ مع الناس عيد.
أقول لهذه المبتعثات ما قاله الإمام علي (عليه السلام): “العاقلُ مَن اتّعَظ بِتَجاربِ غيرِه”
*سؤال رقم (6): من العراق.*
انتهتْ الزيارة الأربعينيّة ولم تقصّر وسائل الإعلام في إظهار الجوانب الإيجابيّة وكأنّ القضيّة كانت خالية عن السلبيات.
برأيي كان من الصحيح أن ينقل الإعلاميّون الجانب السلبي أيضًا لتكون الصورة واضحة وحياديّة ومنصفة.
ما رأيكم شيخنا؟
*الجواب:*
قد شَبَعْنا من الكلام في السلبيّات.. أمٰا ترانا نستحقّ ولو قليلًا أن نستنشق من رحيق الإيجابيّات؟!
وعليه فاعلَمْ يا أخي الكريم:
• أنّ الفعّاليات الجماهيريّة لا تخلو من نواقص منذ خلق الله البشر. والحجّ أبرز مثال عند المسلمين. فهل من الصحيح أيضًا إبراز النواقص؟!
• وأنّ المساجد كذلك لا تخلو من دورة المياه. فهل من الصحيح تصوير دورة المياه أيضًا حين التحدّث عن فعّاليات المسجد؟!
• وأنّك أنت أيضًا لا تخلو في شخصيّتك من سلبيات. فهل من الصحيح أن يتكلّم الناس عن سلبياتك عندما يتكلّموا عن إيجابيّاتك.
واعلَمْ يا أخي:
أنّ السلبيات في الزيارة الأربعينيّة التي بلغ زوّارها قرابة عشرين مليونًا هذا العام (جزاهم الله خيرًا) ليست كثيرة عند النظر إلى حجم الإيجابيّات الهائلة.
من هنا وتجنّبًا عن التشهير في الإعلام وتضعيف الجانب الإيجابي واعطاء ذريعة للأعداء قد اتّخذ العقلاء في توجيههم إلى معالجة السلبيّات الأساليب غير العلنيّة، وذلك عملًا بالحكمة المرويّة عن الإمام عليّ (عليه السلام): “مَنْ وَعَظَ أخَاهُ سِرَّاً فَقَدْ زَانَهُ. وَمَنْ وَعَظَهُ عَلانِيَةً فَقَدْ شَانَهُ”. وهي جديرة بالتطبيق في المجالات العامّة أيضًا.
فلولا اهتمام العقلاء بإصلاح النواقص في هذه الزيارة المباركة لما كانت السلبيات تنحسر بالتدريج في السنوات اللاحقة.
*سؤال رقم (7): من الكويت.*
شيخنا العزيز.. إذا ممكن أن توضّح لي معنى هذا الحديث الذي يقول فيه الإمام الرضا (ع): “لا يجتمع المال إلا بخصالٍ خمس: ببخلٍ شديد ، وأملٍ طويل ، وحرصٍ غالب ، وقطيعةِ الرّحم ، وإيثارِ الدّنيا على الآخرة”.
فماذا عن المؤمنين الأغنياء الذين قامتْ بعطائهم المشاريع الإسلامية في طول التاريخ وفي زماننا؟
*الجواب:*
هذه الرواية الشريفة ناظرة إلى الطبع الغالب في الناس، وقد قال الله تعالى: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) ولا تعني الآية عدم وجود من لا يحبّ المال حُبًّا جمًّا وهم الكرماء والكريمات. بل المقصود في هذا المقام هو تخصيص حول أنّ الذين يحبّون المال بشدّة إنّما يتصفون بتلك الصفات الخمسة أو بعضها، وأنّها من أهمّ دوافع جمع المال وتكنيزه.
هذا أوّلًا.. وأمّا ثانيًا.. تقول القاعدة في علم الأصول: “ما مِن عامٍّ إلا وقد خُصّ”، ولا شك أنّ لتلك الرواية استثناء يتعلّق بأهل الكرم والعطاء الذين يسمون فوق تلك الصفات السيّئة الخمسة، وهم أقلّية تنطبق عليهم الآية: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).
والإستثناء تارةً يأتي منفصلًا كما نقرأه في هذه الآية في مدح الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله، قال تعالى عنهم: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
وتارةً نقرأ الاستثناء متصلًا بالكلام كما في هذه الآية الكريمة: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
وأمّا ثالثًا.. تفيد رواية الإمام الرضا (عليه السلام) تحذير المؤمنين والمؤمنات من الوقوع في تلك الصفات الخمسة إذا أرادوا التجارة وطلب الغنى. وهذا ما قد وعوه حينما التزموا بوصيّة مولاهم أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي قال:
“أوصيكم بالخشية من الله في السرّ والعلانية، وإيّاكم والبخل، وعليكم بالسخاء، فإنه لا يدخل الجنّة بخيل”.
فلا مشكلة إذن في فَهْمِ الرواية يا أخي العزيز.
*سؤال رقم (8): من البحرين.*
سماحة الشيخ، قَلّ ما نجد كلّ ثلاثة أشخاص -وهم أصدقاء أو أقرباء- يتّفقون على أبسط الأمور. فهم في غالب الحالات يتنازعون إلى حدّ الزّعل والقطيعة بعد علاقات حميمة.
ما هي الأسباب في نظركم؟
*الجواب:*
أهمّ الأسباب هو: الجهل، وحُبّ الذات، والتدنّي في مستوى التربية. ولكن ظهور هذه الآفة بين المتديّنين سببه الرئيسي هو ضغوطات الحياة التي أخذتْ من صبرهم مأخذًا كبيرًا.
أملي أن يعود المبتلون بهذه الصفة السيّئة إلى روح الإسلام وسماحته التي قال عنها الإمام الصادق (عليه السلام) لمّا سُئِلَ عن حدّ الأخلاق الإسلاميّة: ” تَلينُ جناحَك ، وتَطيبُ كلامَك ، وتَلقىٰ أخاك بِبِشْرٍ حَسَن “.
√√ وحتى الجمعة القادمة…
نستودعكم الله.
للاعلى