*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة
العدد (21)
*سؤال رقم (1): من اليمن.*
“جُعلتْ لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا” لماذا نستدلّ بهذه الرواية لسجود الجبهة ولم نستدلّ بها للمساجد السبعة من أعضاء البدن في حال السجود، مع أن رفع أيّ عضو منها يبطل السجود؟
*الجواب:*
هذه الرواية النبويّة الشريفة ناظرةٌ إلى ما يصحّ السجود عليه وليست حول وضع الجبهة، ويُستَدَلّ بها على طهارة الأرض وأحكام التيمّم. لأنّ الذي يصحّ السجود عليه هو الأرض وما ينبت عليها من غير أن يكون مأكولًا. وأمّا وضع الجبهة على الأرض حين السجود فهو الأصل في السجود حيث يتحقّق بوضع الجبهة عليها فتتبعها الأعضاء الستّة بالملازمة الفعليّة.
*سؤال رقم (2): من اليمن.*
رأيت بعض البنات من عوائل مؤمنة بأعمار التّسع سنوات والعشر سنوات يلبسن ملابس ضيّقة ويكشفن شعورهن خارج البيت بحكم أنهنّ لازلن صغار السنّ. فما حكم ذلك وما هي نصيحتكم لعوائلهنّ.
*الجواب:*
بالطبع هذا غير جائز، وكل ما هو غير جائز يشتري به الإنسان لنفسه ولأهله ضررًا في الدنيا وعذابًا في الآخرة. لذلك أمرنا الله تعالى بالوقاية عن المحرّمات كلّها حيث قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).
لقد فَرَضَ الإسلام السّتر والحجاب على البنت من سنّ التاسعة قبل أن تنفتح على مظاهر الحياة الدنيا وتنجذب إليها بالتَّعَوُّد على حبّ التبرّج فتكون من الصعب هدايتها من ذلك.
وتشتدّ ضرورة المحافظة على البنت في الأسرة المسلمة باعتبارها عاطفيّة ومن السّهل وقوعها في مخالب الشباب الفاسدين، وكثيرًا ما يكون التبرّج بدايةً لعلاقات الحُبّ المحرُّمة بين الفتيان والفتيات ثم يكتشفها الأهالي في وقت النّدامة.
لذا يجب على الآباء والأمّهات أن يعلّموا بناتهم قيم العفاف باطنيًّا ويغطّوها بالحجاب الشرعي ظاهريًّا، لأنّ البنت حينما تَفسُد تُغرِي الشاب وتُفسِده ثم ينزلق المجتمع نحو المفاسد الأخرى التي تصل إلى حدّ الجرائم الأسريّة والإقتصاديّة والسياسيّة والحالات النفسيّة وربما إلى الإنتحار وما أشبه. هذا ما أثبتتْه الشواهد التي تضجّ بها الصحف والنشرات الخبريّة وقصص الأفلام والمسلسلات.
فالبداية لكلّ هذه الجرائم تكون من تَهاوُن الآباء والأمّهات في تربية بناتهم تربيةً دينيّة صحيحة.
*سؤال رقم (3): من البحرين.*
يقول الله: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، فلماذا ندعوه ولا يُستجاب لنا؟
*الجواب:*
ولكن أيضًا يقول: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) ما يعني أنّ هناك شروط أيضًا لاستجابة الدعاء، أهمّها استجابة العبد لأوامر الله ونواهيه وهنالك سيجد كيف سيستجيب الله له بإرشاده إلى حلول ناجحة لأزماته وإلى سُبُل قضاء حوائجه. فهل الذين يدعون الله -يا أخي الكريم- قد التزموا بهذه الشروط التي فصّلها الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) على النحو التالي قائلًا:
“أيّها الناس سبعُ مصائب عِظام نعوذُ بالله منها: عالِمٌ زَلّ، وعابِدٌ مَلّ، ومؤمنٌ خَلّ، ومؤتَمَنٌ غَلّ، وغنيٌّ قَلّ، وعزيزٌ ذَلّ، وفقيرٌ اعتلّ.
فقام إليه رجل فقال: صدقتَ يا أمير المؤمنين أنت القِبلة إذا ما ضلَلْنا والنّور إذا ما أظلَمْنا، ولكن نسألك عن قول الله تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) فما بالنا ندعو فلا يُجاب؟
قال (عليه السلام): إنَّ قُلُوبَكُم خَانَتْ بِثَمَانِ خِصَال:
• أوّلها: أنَّكُم عَرَفْتُمُ اللهَ فَلَمْ تُؤَدُّوا حَقَّهُ كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْكُم، فَمَا أَغْنَتْ عَنْكُم مَعْرِفَتُكُم شَيْئاً.
• والثّانية: أَنّكُم آمَنْتُم بِرَسُولِهِ ثُمَّ خَالَفْتُم سُنَّتَهُ وَأَمَتُّمْ شَرِيعَتَهُ، فَأَيْنَ ثَمَرَةُ إِيمَانكُم؟!
• والثّالثة: أَنّكُم قَرَأْتُم كِتَابَهُ المُنْزَلَ عَلَيكُم فَلَمْ تَعْمَلُوا بِهِ، وَقُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ثُمَّ خَالَفْتُم!
• والرّابعة: أَنّكُم قُلْتُم إِنّكُم تَخَافُونَ مِنَ النَّارِ، وأَنْتُم فِي كُلِّ وَقْتٍ تَقْدُمُونَ إِلَيْها بِمَعَاصِيكُم، فَأَيْنَ خَوفكُم؟!
• والخامسة: أَنّكُم قُلْتُم إِنّكُم تَرْغَبُونَ فِي الجَنَّةِ، وأنْتُم فِي كُلِّ وَقْتٍ تَفْعَلُونَ مَا يُبَاعِدُكُم مِنَها، فَأَيْنَ رَغْبَتُكُم فيها؟!
• والسّادسة: أَنّكُم أكَلْتُم نِعْمَةَ المَوْلَى فَلَمْ تَشْكُرُوا عَلَيْهَا!
• والسَّابعة: إنَّ اللهَ أَمَرَكُم بِعَدَاوَةِ الشَّيْطَان، وقال: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا..﴾ فَعَادَيْتُمُوهُ بِلَا قَوْلٍ (بالقَول)، وَوَالَيْتُمُوهُ بِلَا مُخَالَفَة.
• والثّامِنة: أَنّكُم جَعَلْتُم عُيُوبَ النَّاسِ نصْبَ أَعْيُنِكُم وَعُيُوبَكُم وِرَاءَ ظُهُورِكُم، تَلُومُونَ مَنْ أَنْتُم أَحَقُّ بِاللَّوْمِ مِنْهُ.
فأَيُّ دُعَاءٍ يُسْتَجَابُ لَكُم مَع هَذا، وَقَدْ سَدَدْتُم أَبْوابَه وَطُرُقَهُ؟
فاتَّقُوا اللهَ، وَأَصْلِحُوا أَعْمَالَكُم، وَأَخْلِصُوا سَرَائِرَكُم، وَأمُرُوا بِالمَعْرُوفِ وانْهَوْا عَنِ المُنْكَرِ، فَيَسْتَجِيبَ اللهُ لَكُم دُعَاءَكُم.
يذكرني هذا الحديث الشريف بحالة إنسانٍ ينساك ولا يسأل عنك ولا يتصل ولا يلتقي بك طيلة أشهر وربما سنوات.. ولكنه إذا احتاجك أتاك يلتمسك!!
كيف سيكون شعورك مع هذا الإنسان الذي لا يتذكّرك إلا حين حاجته؟!
*سؤال رقم (4): من السعوديّة.*
نحن ورثة متنازعون، فينا إخوة يعاندون، وأخوات لا حول لهنّ ولا قوّة، إرثنا تستثمره البنوك، ولا أحد منّا ينتفع منه بسبب تلك النزاعات.. ماذا نفعل برأيكم شيخنا؟
*الجواب:*
الحلّ هو في السّعي إلى الصّلح عبر مُصلِحٍ حياديٍّ مقبولٍ لدى كلّ الورثة.. يمكنك أن تتكلّم مع رجل هذه مواصفاته لكي يمسك بزمام المبادرة.. والله سيوفّقه بإذنه تعالى ويؤلّف به بين قلوبكم.
*سؤال رقم (5): من الكويت.*
بالقرب من بيتنا يوجد مسجد وحسينيّة، في أيّهما يكون الأفضل إقامة مجالس العزاء الحسيني؟
*الجواب:*
الحسينيّة للمجالس الحسينيّة، والمسجد للصلاة وصلاة الجماعة، ذلك هو الأفضل إلا إذا كانت هناك مرجِّحات أخرى، مثل سعة المكان في المسجد أو وجود خدمات أكثر كمواقف للسيارات وما أشبه.
*سؤال رقم (6): من البحرين.*
شيخنا الجليل بعض الحسينيّات عندنا ترفع مستوى صوت السمّاعات للخطيب أو للرادود في أوقات استراحة الجيران. ما هو رأيكم؟
*الجواب:*
إيذاء الجار ليس من أخلاق الإمام الحسين (عليه السلام)، فلا ينبغي للحسينيّات رفع الصوت بطريقة تؤدّي إلى نفور الجيران عن الشعائر الحسينيّة. وندعو الجيران الأعزّاء لهذه الحسينيّات المباركة إلى تحمّل الصعوبات الطبيعيّة التي ترافق فعّاليات إحياء الشعائر المقدّسة، وبذلك يجسّدون حُبّهم واحترامهم للنبيّ محمد (صلى الله عليه وآله) وسبطه الشهيد بكربلاء الذي أوذي كجدّه العظيم من أجل هداية الناس وخيرهم وراحتهم.
فصبر الجار على ما يصبّ في خدمة هذه القضية المحوريّة للإسلام يُكسِبُه ثوابًا عظيمًا ويجلب له من بركة أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) ما لم يحتسبه.
فالمطلوب أن يتعاون الجميع على ما يرفع من درجة الأثر الإيجابي لموسم الشعائر التي قال عنها ربّنا تعالى: (ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).
*سؤال رقم (7): من العراق.*
ما حكم المتزوّجة التي تُكلِّم طليقها من غير علم زوجها الجديد عبر الهاتف وبرنامج الواتساب بكلام جدًّا محترم وبدون تعدّي حدود الشرع؟
*الجواب:*
هو هذا الكلام بحدّ ذاته يعتبر تعدّيًا على حدود الشرع باعتباره خارج علم الزوج…
وأما لو سمح لها زوجها بذلك فيجوز بالشروط التالية:
• أن يكون كلامها في الأمور الجائزة.
• أن يكون بالأسلوب الجائز.
• أن يكون بمقدار الحاجة فقط.
• أن تحذّر من التدرّج إلى المحرّمات كالفضفضة عن أسرارها الزوجيّة أو الضحك والمزح والكلام عن الذكريات السابقة وما أشبه. فإنّ خراب البيوت لم يكن إلا منها.
مع كلّ ذلك يبقى الأفضل هو ترك التواصل معه وإذا كانت هنالك حاجة فليكن الحديث عبر المحارم، لأنّ الزّوج السابق الآن بات بالنسبة إليها رجلًا أجنبيًّا. والشيطانُ لم يَمُتْ!!
*سؤال رقم (8): من ايران.*
أنا في مدينة مشهد المقدّسة، نويتُ الإقامة عشرة أيام، ولكنّي خرجتُ إلى مزار الشهيد يحيى بن زيد، فهل أصلّي تمام أم أصلّي قصرًا حين رجوعي إلى مشهد؟
*الجواب:*
بقطعك مسافة (24) كيلومترًا قد نقضتَ إقامتك الشرعيّة في مدينة الرضا (عليه السلام)، فصلاتك بعد الرجوع إليها قصرٌ لا تمام إلا إذا نويتَ من جديد الإقامة عشرة أيّام.
√√ وحتى الجمعة القادمة…
نستودعكم الله.
للاعلى