*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة

العدد (20)


*سؤال رقم (1): من العراق.*

أتصوّر أنّ اليهود وراء موضة حلاقة شعر الشباب بما يشبه القطعة التي يضعونها على رؤوسهم، فما هو رأيكم سماحة الشيخ؟

*الجواب:*

كلّ شيء في زمن الجهل والتآمر مُحتَملٌ، ولا عَجَب.. بل العَجَب حينما يغادر عقل الشباب المسلم من رأوسهم فيرضون لأنفسهم أن يُلبِسَهم الأجانب ما يفصّلونه لهم من موضات ليضحكوا عليهم وهم لا يشعرون؟!
إنّ هذا المستوى من الجهل يجب علاجه في شباب المسلمين كي تكون لهم عزّة وكرامة وشخصيّة واعية ومستقلّة.

*سؤال رقم (2): من هولندا.*

شيخنا أريد حلاًّ.. فأنا أتوب ولكنّي أرجع إلى الذنب. أحبّ أن أستمر في توبةٍ لا تنتكس.. بماذا تنصحني؟

*الجواب:*

جاء رجلٌ إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وقال أنا رجلٌ عَاصٍ وَ لَا أَصْبِرُ عَنِ المعصيةِ فَعِظْني بِمَوعِظةٍ؟!
فَقَالَ (عليه السَّلام): “افْعَلْ خَمْسَةَ أَشْيَاءَ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ!

• فَأَوَّلُ ذَلِكَ: لَا تَأْكُلْ رِزْقَ اللَّهِ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ!

• وَالثَّانِي: اخْرُجْ مِنْ وَلَايَةِ اللَّهِ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ!

• وَالثَّالِثُ: اطْلُبْ مَوْضِعاً لَا يَرَاكَ اللَّهُ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ!

• وَالرَّابِعُ: إِذَا جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ رُوحَكَ فَادْفَعْهُ عَنْ نَفْسِكَ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ!

• وَالْخَامِسُ: إِذَا أَدْخَلَكَ مَالِكٌ فِي النَّارِ فَلَا تَدْخُلْ فِي النَّارِ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ!”

على ضوء هذا الحديث العظيم أوجّهك إلى الخطوات التالية:

+ إزدد معرفةً بربِّك يومًا بعد يوم.
+ إجعل صلاتك خاشعةً له أكثر فأكثر.
+ إلهَج لسانَك بذكر الإستغفار.
+ إبتعد عن مقدّمات المعصية وحينما يدعوك هواك إليها قُل لنفسِك ماذا لو مِتُّ حينها أو بعدها مباشرةً.
+ دائمًا ضَعْ أمام عينيك شيئًا اسمه (العيب)، فمن العيب أن تفعل الشيء القبيح، ماذا لو رآك مَن تستحي منه فكيف لا تستحي من الله وهو يراك.
+ تَزوّجْ إنْ كنتَ عزبًا ثم لا تنظر إلى غير حلالك فيستهدفك إبليس بسهامه.
+ إقطع علاقتك مع أصدقائك الذين يجرّونك إلى المعاصي.
+ إعلمْ أنّ لكلّ ذنب أثرٌ تدميري خاصٌّ به، فلا تضرّ نفسك بالذّنوب، والأضرار موجِعة.
+ تَذكّرْ أنّ التوبة ثم العودة إلى المعصية تكشف عن أنّها كانت غير حقيقيّة، ومع التكرار يعتبره الإسلام استهزاءً بالله سبحانه، وهذا ما لا تريده حتمًا!!

*سؤال رقم (3): من العراق.*

إذا قال شخصٌ لزوجته “أنتِ طالق.. أنتِ كظَهرِ أُمّي” مع تحقُّق الشروط الشرعية. أيّهما يقع.. الطلاق أم الظِّهار؟ مع العلم أنه قصد الطلاق والظهار معاً، فكيف يرجع لها؟

*الجواب:*

هنا يقع الطلاق والظِّهار معاً، وأما من حيث الرجوع فبالنسبة إلى الطلاق لو كان رجعيًّا فبقوله لها: (راجعتُكِ). وبالنسبة إلى الظِّهار فيعطي كفّارة.

*سؤال رقم (4): من البحرين.*

إذا كان عيد الغدير هو عيد الله الأكبر.. فلماذا لا تصلّون صلاة العيد كما تصلّونها في عيدَي الفطر والأضحى؟

*الجواب:*

حسب فتوى سماحة المرجع الشيرازي (الراحل والحاضر) يجوز في عيد الغدير الأغرّ أداء صلاة العيد جماعةً بنفس الكيفيّة التي تُقام صلاة العيد في الفطر والأضحى ومع الخطبتَيْن بعدها. ونحن ندعو العلماء إلى تهيئة المؤمنين فكريًّا لإحياء هذه الصلاة موحَّدةً في كلّ العالَم ساعةً قبل ظهر يوم الغدير، وهو الوقت الذي جَمَعَ الرسول (صلى الله عليه وآله) المسلمين في أرض الغدير في السنة العاشرة من هجرته الشريفة في حَجّة الوداع.

فليقرأ المؤمنون بعد الصلاة والخطبتَيْن زيارة الإمام علي (عليه السلام) -وزيارة أمين الله مختصرة- ثم مراسم عقد المؤاخاة والمصافاة متصلةً بصلاة الظهر والعصر جماعة. والأفضل أن يخصِّص الخطيب خطبته الأولى بقراءة نصّ خطبة الرسول (صلى الله عليه وآله) التي ألقاها في الغدير، ويتحدّث في خطبته الثانية عمّا يراه مناسبًا للحاضرين.

*سؤال رقم (5): من السعودية.*

تُوفِّيَ أبونا وتَرَكَ لنا منزلًا تسكن فيه أمّنا وأخونا الأصغر ونحن أربعة ذكور وإناث نعيش مستقلّين. أخونا المقرَّب لأمّنا في المنزل يطالب بتحويل وثيقة المنزل باسمها، وأمّنا تقول إنْ لم توافقوا فأنتم عاقّون لي وأنا لا أحلّلكم. فما هو حكمنا وكيف نتصرّف في هذا الأمر؟

*الجواب:*

ليس لأمّكم من الإرث في هذا المنزل إلا الثُّمْن من قيمة البناء الذي فوق الأرض إن كانت هي الزوجة الوحيدة للمرحوم أبيكم، وإلا شاركتها الزوجة أو الزوجات الأخرى في الثُّمْن بالتّساوي، وليس لأخيكم أيضًا إلّا سهمه من الإرث في المنزل ما يساوي سهام إخوته الذكور، وأمّا أخواتكم فلكلّ منهنّ نِصْف ما لأحدكم. وبالتالي:

• لا يجوز لأخيكم ولأمّكم أن يطالبا بكلّ المنزل.

• كلام أمّكم أنكم عاقّون لها كلامٌ باطل وهي تكون آثمة إنْ أرادت الإستيلاء على سهام أولادها الآخرين في المنزل.

• رسميًّا لا تقوم الجهات الرسميّة بنقل وثيقة المنزل باسم الأمّ ما لم يوقّع كلّ الورثة، فلا تذهبوا للتوقيع وتشاركوا في الإثم إنْ بقي واحد من الورثة غير راضٍ.

• بل إنْ كان بقيّة الورثة غير راضين من بقاء أمّكم وأخيكم في هذا المنزل سيكون بقاؤهم بمثابة التصرّف في الغصب ولا تصحّ منهما صلاةٌ ولا عبادة فيه.

• المطلوب هنا أن يتدخّل بينكم ناصحٌ حكيم ويجمعكم في مجلس واحد ويشرح لكم هذه النقاط الشرعيّة والقانونيّة والأخلاقيّة ثم يصلح بينكم بالتراضي أو بتقسيم الإرث. وهنا لا تنسوا روح المرحوم والدكم من قراءة سورة المباركة الفاتحة.

*سؤال رقم (6): من سلطنة عمان.*

كنّا نتوقّع منكم إصدار بيان حول خبر الساحة الآن.. موضوع الإختلاس في الأموال التي جمعها ياسر الحبيب لإنتاج فيلم (يوم العذاب) وما جرى على السيناريو من تغيير وعلى التصوير من تحريف وعلى ملكيّة المشروع من سطوٍ بيد حامد الطاهر زوج أخت الشيخ ياسر مما جعله يطرد صهره من هيئة خدّام المهدي ومنصبه في مشروع الفيلم حسبما انتشرت تفاصيل القضية في مواقع التواصل الإجتماعي. فهل لديكم تعليق سماحة الشيخ؟

*الجواب:*

وردني هذا السؤال من البحرين والعراق والسعودية ومن السلطنة ولندن.. دمجتُه في صيغة واحدة. وجوابي هو أنّ هذا المشروع- مع غضّ النظر عن محتواه المُسبِّب للمزيد من الفتنة الطائفيّة التي تخدم أجندة الإستعمار في المنطقة- مشروعٌ يفتقر إلى خبراء فنّيين مختصّين لا صبيان متحمّسين يلعبون بعواطف الشيعة البسطاء في ولائهم لمولاتنا الشهيدة فاطمة الزهراء بنت الرّسول الأكرم (عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها آلاف التحيّة والسلام).. هذا ما كتبتُه في بياني من أوّل يوم لمّا دعا ياسر الحبيب إلى هذا المشروع. ولكن لم يطرأ ببالي آنذاك أن يكون في هؤلاء الصبيان سرّاقٌ مقرَّبون له ينهبون أموال المخدوعين بالعواطف التي باعتْها عليهم قناة (فدك). وعليه يمكن التنبّئ بأيام تكتشفون عمق الإختراق الإستخباراتي في هذه الفئة الجاهلة التي يُراد لها أن تلعب دورًا أخطر وهم لا يشعرون.

فليحفظ عنّي التاريخ: أنّ الياسريّين فتنةٌ من مُضِلّات الفتن والقادم أعظم إلا إذا اهتدوا وتابوا وأصلحوا.

*سؤال رقم (7): من الكويت.*

ما حكم السّمك إذا أخرجه الصيّاد حيًّا ووضعه في صندوق ماء ثلج فمات فيه، فهل يعتبر السّمك ميّتًا في الماء؟
وكذلك ما حكمه إذا أخرجه من الماء وهو يتحرّك فقام الشخص بتقطيعه بالسكينة وهو لازال حيّاً؟

*الجواب:*

بالنسبة للشقّ الأول من سؤالك فلو مات السمك في الماء الجديد هذا كان ميتةً ولا يجوز أكله. وأمّا عن الشقّ الثاني من سؤالك فلا يحرم ذلك ولكنّ الرّفق به وتركه حتى يموت خارج الماء هو مما أكّد عليه الإسلام في آداب الرّفق بالحيوانات.

*سؤال رقم (8): من البحرين.*

ظاهرةٌ خطيرة بين عدّة من الشباب، تلك هي جلوسهم لساعات طويلة ولعلهم إلى الصباح في مجالس اللّعب بورق القمار -طبعًا بلا رهان مالي-، ومشاهدة التلفاز وخاصّةً المباريات إلى حدّ الإفراط، والتدخين، وضرب الوشم على أجسامهم، وترى أكثر كلامهم ضحك وغيبة ونقاشات تافهة، وهم لا يخلون عن علاقات حُبّ مع بنات…
والمشكلة يا سماحة الشيخ أنهم لا يعرفون من الدّين سوى المشاركة الفاترة في موكب العزاء، ولا يجلسون للإستماع إلى خطباء المجالس الدينيّة ليستفيدوا وعيًا في دينهم. ولمّا أكلّمهم يستهزأون بي ويقولون عندنا الحسين، والله كريم، والدنيا صايرة هكذا واتركنا نستانس!!
شيخنا ما هي أسباب هذه الظاهرة برأيكم وكيف نعالجها؟

الأسباب كثيرة.. وأهمّها:

• اتّباع الهوىٰ وحبّ الشهوات.
• الجهل بالهدف من هذه الحياة.
• وجود مخطّط عالمي لتفسيد الشباب.
• الغفلة عن الموت الذي لا يستأذن كبيرًا ولا صغيرًا.. ذكرًا ولا أنثى.

وأخيرًا من الأسباب أيضًا: النظرة القشريّة إلى الدّين، وهي ما أدانه الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في جوابه على سؤالٍ وَجَّهَه إليه الراوي قال قلتُ له: قومٌ يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو، فلا يزالون كذلك حتّى يأتيهم الموت؟
فقال (عليه السلام): “هؤلاء قومٌ يترجّحون في الأماني! كَذَبُوا، ليسوا براجين!
إنّ مَن رجا شيئًا طَلَبَه ، ومَن خاف مِن شيئٍ هَرَبَ منه”.

وأمّا كيف تعالجونها.. فأنْ:

• تتابعوا مقالاتنا المليئة بالإرشادات.. إقرأوها وارسلوها إليهم.

• لا تتعبوا في ملاحقتهم بالكلمة الطيّبة واصبروا عليهم بالنصيحة الليّنة.

• وثِّقوا معهم علاقات الصداقة ذات الخطط العمليّة لملئ الفراغ لديهم.

• لا تنسوا برامج ترفيهيّة محلَّلة ذات الطابع الثقافي.. كإجراء مسابقات فكريّة ودينيّة لهم تُعطىٰ عليها جوائز ثمينة.

وهذا كلّه حبّذا يكون بالتنسيق مع أيّ عالم دين مهتمٍّ بأمور الهداية وجاعلٍ إنقاذ الشباب رسالته في الحياة، ولو بإشرافه غير المباشر.

 

 

√√ وحتى الجمعة القادمة…
نستودعكم الله.
للاعلى