*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة

العدد (19)


*سؤال رقم (1): من الكويت.*

أنا عالم دين، يأتيني الفقير محتاجًا مئة دينار مثلًا، فأكلّم أحد المحسنين عنه ولم أحدّد له المبلغ، فيعطيني مثلًا مائتَيْ دينار، وهو على الظاهر نواها له باعتباره السبب في الطلب، فهل يجوز لي أن أعطيه مئةً وأعطي المئة الأخرى لفقير آخر أو عدّة فقراء؟

*الجواب:*

إذا كان المُحسِن قد خَصَّصَ المبلغ كلّه للفقير المذكور فهو له جميعًا، وأما إذا لم يخصّصه له فيجوز تفريقه عليه وعلى غيره. ويُفضَّل الإستئذان من المرجع الديني في الحالات الإستثنائيّة.

*سؤال رقم (2): من البحرين.*

هل يصحّ طلاق المرأة غيابيًّا وهي في أيّام الحيض؟

*الجواب:*

هذا الطلاق باطلٌ لأنّ شرط صحة الطلاق أن تكون الزوجة في الطُّهْر. وأما الطلاق الغيابي بشكلٍ عام فهو جائز شرعًا ولكن بشرط إستشهاد شاهدَيْن. هذا في الجانب الشرعي وأمّا في الجانب الرسمي فلابد من توثيق الطلاق في المحاكم المختصّة لبناء الآثار عليه مثل الإرث وحضانة الأطفال ونفقتهم إن كان بينهما أطفال وما أشبه.

*سؤال رقم (3): من كندا.*

أين تذهب الرُّوح عند خروجها من البدن؟ وعند رجوعها إلى الجسد في القبر بعد أسبوع وبعد أربعين يومًا وبعد سنة.. كيف تستطيع أن تدخل إلى القبر وقد تَحَلَّلَ البدن وأكلتْه الديدان؟

*الجواب:*

المستفاد من الروايات الشريفة هو أنّ البدن يتحلّل في القبر تدريجيًّا ما عدا أبدان المؤمنين الخواصّ تبقىٰ سالمةً إلى يوم يُبعَثُون. وأما رجوع الروح فليس بمعنى دخولها إلى القبر وحلولها في البدن مرّةً ثانية وإنما يعني مجيئها من عالَم البرزخ على القبر في اليوم الثالث، ثم في اليوم السابع، ثم بعد أربعين يومًا، وذلك لِتَعَلُّقها ببدنها الذي استأنستْ به في الدّنيا.. ثم تُبعَد تدريجيًّا خلال إكمالها سنةً كاملة. ولعلّ هذا راجعٌ إلى أهل الميّت كي ينسوا حزنهم عليه شيئًا فشيئًا.

هذا وإنّ قضية الموت والقبر والبرزخ والآخرة لها غموضها الخاص باعتبارها من أعمق الأمور الغيبيّة، فلا يمكننا الجزم المعلوماتي حولها إلّا بمقدار ظواهر الآيات وواضحات الروايات. وقد كتبنا عن بعضها في كتابنا (معلومات تحتاجها لسفر الآخرة).

*سؤال رقم (4): من البحرين.*

أنا قبل موعد خمسي لديّ حاجيات يجب أن أشتريها، فماذا أفعل يوم خمسي إذا لم يبق شيءٌ من مالي؟

*الجواب:*

كل ما يدخل عليك من مال قبل سنتك الخُمسيّة حتى بيوم واحد أنت حُرٌّ في التصرّف فيه لشراء أيّة حاجةٍ محلَّلة. وعندما يأتي موعد خُمسك فإذا كان بيدك مالٌ فائضٌ عن مالك المُخمَّس في السنة الماضية تقوم بتقسيم هذا الفائض فقط على عدد خَمسة فتُخرِج منه نسبةَ الواحد مِن خمسة والتي هي الخُمس.. وإذا كان أقلّ من المبلغ المخمَّس فلا يكون عليك خُمسٌ في هذه السنة الجديدة وإنما تحتفظ بالرقم إلى السنة التي يكون لديك فائض.

*سؤال رقم (5): من العراق.*

عندي مشكلة في تشخيص الجنابة وقت النوم – أعني الإحتلام -، فما هي العلامات في تحديده؟ أستيقظ من النوم بشكل طبيعي، ثم في اليوم الثاني ربما أرى على ملابسي الداخلية آثار خروج سائل، مع أني لم أشعر بتدفُّق ولا شهوة ولا فتور في البدن، وكل ما أراه هو بُقعة يشبه لونُها لونَ المَنيّ، فما الحلّ؟

*الجواب:*

ينبغي عند الإستيقاظ الفحص والنظر، فإذا كانت هناك قرائن تورث اليقين والإطمئنان بكون الأثر مَنِيًّا وليس مَذيًا ونحوه فإنه يُحكَم بكونه جنابة، وأما إذا لم يحصل اليقين وبقيتَ في شكٍ فيُحكَم بعدمها. ومع ذلك لا يضرّك الإحتياط بالغُسْل كي يطمئنّ قلبك.

*سؤال رقم (6): من البحرين.*

ما هو رأيكم في الشباب اليافعين الذين لا يهتمّون بدروسهم ومستقبلهم المعيشي وهم غارقون في الإستماع للطميّات الحسينيّة والتطبير في أكثر المناسبات، وجديدًا يتكلّم بعضُهم عن التقلّب ببدنه العاري على الزّجاج المكسور، وفيهم مَن يخمشون وجوههم حُبًّا للحسين كما يزعمون!!

*الجواب:*

هذه التصرّفات أقرب إلى الصوفيّة من أن تكون حسينيّة!!

إنّ أصحاب الإمام الحسين في كربلاء كانوا واعين لمسؤوليّاتهم الدينيّة والدنيويّة، عارفين للمعادلات السياسيّة ولحقوق الأسرة وقضايا الحياة. بينما هؤلاء السطحيّون بالإضافة إلى تشويههم لصورة الشعائر الحسينية يُخشىٰ أن يتحوّلوا من حيث لا يشعرون إلى أدوات لجهات تريد الكيد بالمذهب!!

لقد حذّرنا كثيرًا في محاضراتنا ومقالاتنا من مخطَّط إنتاج جيلٍ شيعيّ جاهلٍ بالدّين والحياة وربما فاسدٍ أخلاقيًّا يكون خطرًا على أهداف الإمام الحسين (عليه السلام) من العلم والعبادة والأخلاق والسعي في الخير والحضور في ميادين العطاء الإسلامي.

*سؤال رقم (7): من البحرين.*

لماذا لم تستجب أكثر الأمم السابقة لدعوة أنبيائها؟ فهل يوجد أحدٌ لا يحبّ أن ينجو بنفسه من الخلود في النار؟

*الجواب:*

لأنّ الوصول إلى الجنّة حالة صعوديّة تحتاج إلى بذل الجهد والإلتزام بمتطلّبات كثيرة، وهذا يفتقر إلى الوعي الذي أتى به الأنبياء. والناس حيث لا يحبّون شيئًا اسمه الإلتزام وبذل الجهد فقد كانوا يتهرّبون ممن يريدون توعيتهم بمسؤولياتهم.

وهذا الجواب واضح من خلال وضع الناس في زماننا. فأكثرهم مع الباطل والشهوات ولا يحبّون الوعي لأنهم يعرفون أنّه سيلزمهم العمل في الاتجاه المعاكس لأهوائهم فتنحسر مساحة حرّيتهم الدنيويّة.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): “مَن رَعَىٰ قَلبَه عنِ الغفلةِ ونفسَه عنِ الشهوة وعقلَه عنِ الجهل فقد دَخَلَ في ديوان المُتَنَبِّهِين”.

*سؤال رقم (8): من البحرين.*

برأي المرجع السيد صادق الشيرازي (حفظه الله) متى تسقط ولاية الأب في تزويج ابنته؟
يوجد بنت من أقاربنا كلما تقدّم لها شخص يرفضه أبوها من غير أخذ رأيها؟

*الجواب:*

يرى سماحته (دام ظلّه العالي) زواج البنت البكر يُشترَط فيه إذن وليّ أمرها (الأب) على الأحوط وجوبًا، ومعنى الإحتياط الواجب جواز الرجوع في خصوص هذه المسألة إلى مرجع آخر جامعٍ للشرائط لا يَشترِط إذن الوليّ.

ويرى كذلك أنه إذا جاء خاطبٌ كُفْوٌ للبنت وكان الوليّ يمتنع من الإذن لها بالزواج وكانت البنت بحاجة إلى هذا الزواج ومن دونه ستكون في عُسر وحَرَج.. عندها يسقط إذن الوليّ فتستطيع أن تتزوّج من دون رضاه.

نعم حيث أنّ موافقة الوليّ ورضا الوالدَيْن هو من أسباب سعادة الإنسان في الحياة وخاصة الحياة الزوجيّة فينبغي إقناع الوليّ بتوسيط مَن يقدر على إقناعه مضافاً إلى الدّعاء والطلب من الله تعالى والتوسّل بالرّسول الكريم وأهل بيته المعصومين (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين)، والنّذر لله تعالى مُؤثِّرٌ في هذا المجال أيضاً إن شاء الله وخاصةً بإهداء ثوابه إلى السيّدة نرجس والدة الإمام المهدي (عليه السلام) وإلى السيّدة حكيمة عمّته (عليه السلام).

وننصح هذه البنت أن لا تسرع في قرارها قبل محاولة إقناع أبيها.

ويبقى الجانب القانوني لدىٰ الحكومة حيث التسجيل الرسمي للزواج مشروط بتوقيع الأب، وفي حال كونه ممتنعًا يمكنها بيان حالها للجهة المعنيّة ليتسجّل قانونيًّا بلا إذنه.

نسأل الله إصلاح أمور الناس وأن يسعدهم ويبعد عنهم السّوء.

 

 

*وحتّىٰ الجمعة القادمة إن شاء الله:*

للاعلى