*من الجمعة إلى الجمعة*
أسئلة واردة وأجوبة مختصرة

العدد (15)


*سؤال رقم (1): من قطر*

إذا كنتُ أريد اختيار زوجة.. ما هو الحدّ المسموح في النظر إليها والحديث معها لأجل التعرّف واتخاذ القرار قبل إجراء العقد؟

*الجواب:*

بالتنسيق مع وليّ أمرها (الأب أو الجد مثلًا) يسمح النظر إلى شعرها وشيء من اليدَيْن والقدمَيْن بمقدار حصولك القناعة بها دون زيادة وتلذُّذ.

وأما الحديث الإعتيادي ومع الحذر من الضحك والميوعة فالمسموح منه يكون بمقدار بلوغ الغاية أيضًا في دَرْك مستوىٰ وعيها للأمور. وإذا لم يكتف الطرفان بذلك المقدار لإكمال المعرفة -وهي أهمّ ركن في تفادي خلافات ما بعد الزواج- فإننا نقترح إجراء عقد المَحرَميّة لمدّة محدودة وبإذن وليّ أمرها إن كانت بِكرًا وإلا كفىٰ إذنها.

والمطلوب أن يتم كل ذلك في إطار علم أسرتها منعًا للشكوك القاصمة لسمعتها. وأن يكونا جادَّيْن للزواج وليسا في هوسٍ ونزوة!!

*سؤال رقم (2): من البحرين*

للأسف.. في الآونة الأخيرة تنتشر مقاطع فيديو تلاوة القرآن أو ملّايات في المآتم الحسينية للنساء أو في البيوت…

هل يجوز أوّلًا للرّجال أن يشاهدوا ذلك ويسمعوا صوت النساء حين القراءة؟
وهل يجوز نشرها؟ وأساسًا هل يجوز تصوير النساء في العزاء بقصد النشر أو من غير قصد مع احتماليّة النشر؟

*الجواب:*

• لا يجوز التصوير من دون الإذن وخاصة تصوير النساء وعلى الأخص إذا كان بقصد النشر.

• ولا يجوز خاصّةً إذا كان في ذلك ما يستلزم وَهْنًا واستخافًا بالمؤمنات، أو إبداء صوتهنّ وهُنّ غير راضيات.

• ولا يجوز للرّجل أن يستمع إلىٰ تلك الصوتيّات بتلذُّذ. وهذا ما يكون غالبًا مع الأسف ولن يكون للبكاء في العزاء.

لذلك كلّه نرجو من كافّة المؤمنين والمؤمنات إيقاف مثل هذه الأمور.

*سؤال رقم (3): من السعودية*

عندي سُفرة أمّ البنين وفكّرتُ أحطها فوق قبر الوالدة، لأني رأيتُ هذه الحركة يعملها البعض.. هل في هذا إشكال؟

*الجواب:*

ليس لدينا في روايات أهل البيت (عليهم السلام) هذا الأمر. ومن المحبَّذ أن لا نخرج عن تعليماتهم، خاصةً أنكِ في بلدٍ يعتبر الطرف الآخر الذهاب إلى القبور والتوسّل بالموتىٰ شركًا بالله تعالىٰ وربما يعمل على إلحاق الضرر بكم.

إنّ سُفرة مولاتنا السيّدة أمّ البنين عملٌ صالح ونوعٌ من فعل الخيرات، ولكن يمكن إقامتها في البيوت وفي الحسينيّات النسائيّة، وهذا هو الأفضل مع قصد الإخلاص لله الذي هو الأصل في استجابة الدّعوات.

ولا تنسي في ذلك تجنُّب الإسراف والتبذير.. واحرصي علىٰ دعوة الفقيرات أو وزّعي عليهنّ خيرات تلك السُّفرة.

*سؤال رقم (4): من البحرين*

أنا أمتلك الآن قيمة السَّفَر إلى الحجّ لي ولزوجتي في هذه السنة.. ولكنّي دفعتُ من الخمس الواجب عليّ سهم السادة فقط. وفي ذمّتي كفارة صيامٍ لأربعة أيام. فهل أستطيع الحج أم لا؟
علمًا أنّ حجي ليس حجّ الصَّرورة وحجّ زوجتي حجّ صَرورة (أوّل حجٍّ لها).

*الجواب:*

يمكنكما الذّهاب إلى الحجّ ولما ترجعا بإذن الله سدّد القسم الثاني من الخمس وهو سهم الإمام. ولا علاقة لكفارة صيامك بحكم الحجّ هذا.

*سؤال رقم (5): من العراق*

ما الحدّ في قاعدة (يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره) من حيث وضع ضابطة للتخيّلات الشِّعريّة ولسان الحال والتشبيهات وأمثالها؟

*الجواب:*

تسمح هذه القاعدة للشاعر أن يخرج عن ضوابط الإعراب وتصريف الألفاظ بما يحتاجه في ضرورات الأوزان الشِّعريّة وصناعة القافية وجمال العبارات فقط.

والحدّ في ضابطة التخيّلات والتشبيهات هو مراعاة الحلال والحرام. لأنّ الشاعر كالتاجر تجب عليهما معرفة الحدود الشرعيّة قبل البدء في المشاعرة والمتاجرة. فليس للشاعر أن يشجّع على السُّكْر والهوىٰ -مثلًا- حتى لو كان يقصد السُّكر في حُبّ الله!!

فالقرآن والنبيّ وأهل بيته لم يستخدموا مثل هذه التشبيهات الباطلة التي يستخدمها المتصوّفة وأهل العرفان المزيّف، وما يجري على لسان بعض الرواديد غير الدارسين للدّين أو الخطباء الذين لم يتفكّروا في معاني ما يقرأون والتي قد يدخل بعضها تحت عنوان الكذب على الله ورسوله والأئمة.. كقولهم “أسقوني من خمر العشق الإلهي” أو “أنا سكران الحسين” أو “أنا رقّاص العباس” أو “خمري الحسين ومخمرتي كربلاء”!!

هذه الألفاظ المقتبسة من مجالس الفاسقين وكذلك الأوزان التي يقلّد فيها بعض الرواديد أهل الغناء والطرب نراها جزءً من المخطَّط الثقافي للعدو الرّامي تفريغ الدّين عن روح التقوىٰ وتمييع الشعائر الحسينيّة وتحريفها عن أهدافها، وهذا ما ينطلي على السذّج من الناس وعلى الشباب الذين لا يقرأون ما وراء السطور ولم يتعلّموا الدّين والحسين كفكرٍ للمسير وفقهٍ للحياة وعقائد في الأساس وأهدافٍ للإنتقال البشري إلىٰ الخير الحقيقي.

*سؤال رقم (6): من كندا*

شيخنا.. نقرأ في روايات أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) أنّ من لم يتوفّق لصلاة اللّيل فبسبب ذنوبه التي حجَبَتْه عنها. ولكن للأسف أنا أعرف أشخاصًا لا تفوتهم صلاة اللّيل رغم ظلمهم للناس وأكلهم لأموالهم بالباطل!!

*الجواب:*

• أوّلًا.. مَن لا تنهاه صلاتُه عن الفحشاء والمنكر فهو من المصلّين الذين هم عن صلاتهم ساهون. وقد توعّدهم الله في سورة (الماعون) بالوَيْل حيث يعيشون الرياء والتباهي ويمنعون سبيل الخير وإعانة الفقراء.

• ثانيًا.. إعلم أنّ العبادات الظاهريّة لن تخلق المعجزة إذا لم يفقه الإنسان معانيها ويلتزم بمفادها في تغيير نفسه من داخله. فما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج.

• ثالثًا.. قد يمارس الفرد ظلمًا للناس ويقوم لصلاة الليل من باب العادة، أو لعلّ الله وفّقه إليها ليهديه يومًا مّا فيتوب ويعطي الناس حقوقهم عليه.

• رابعًا.. قد يكون علمكم بظلم هذا الشخص للناس يحتاج إلى دقّةٍ أكثر، فكم منّا نتّبع الظنّ الذي لا يُغني عن الحقّ شيئًا!!
وربما هو لا يصلّي الليل وأنت تحتاج للتأكُّد من معلوماتك عنه.

*سؤال رقم (7): من البحرين*

شخص كان يقرأ التسبيحات الأربعة هكذا (بسم الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) معتقدًا بصحّة هذه الصيغة. فما حكم الصلوات التي صلّاها بها؟

*الجواب:*

صلواته السابقة صحيحة ولا تجب الإعادة والقضاء، ولكنّه من الآن يجب أن يلتزم بقراءة الصيغة الصحيحة، وهي: (سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إلٰهَ إلّا اللهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ).

*سؤال رقم (8): من سلطنة عمان*

رأيتُ في أصول الكافي (ج1 ص143) عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في تفسير قول الله عزّ وجل: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَاَ) قال: “نحن والله الأسماء الحُسنىٰ التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا”. فما هو معناها باختصارٍ واضح مفهوم؟

* الجواب:*

الله (جلّ جلالُه) هو المسمّىٰ الأزَلِيّ القديم الدائم ﻷسمائه الحُسنىٰ التي هي ألفاظٌ أنزلها في كتابه وعلى لسان رسوله (صلى الله عليه وآله).. وليس أئمة أهل البيت (عليهم السلام) إلا باب معرفة الله حيث أقوالهم وأفعالهم تبيانٌ لذلك المسمّى -أي الله- وبالتالي فهم أسماء الله الحُسنىٰ بهذا المعنىٰ وتكون معرفتهم وطاعتهم طريقًا حقيقيًّا لمعرفة الله وطاعته. وبعبارة أخرىٰ إنّ أسماء الله مملوكة للمسمّىٰ (الله) على سبيل الإختصاص التوقيفي بحيث لا يجوز إطلاقها على غيره ولا إختراع إسم له سبحانه (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَاَ) ولكن تجلّتْ معاني أسماؤه في أعظم مخلوقاته وهم النبيّ محمد وأهل بيته (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين) فصاروا أسماؤه (عزّ وجل) على نحو الفعليّة ليتّخذهم العباد وسيلةً لفهم الدين والعمل بحدوده.

وهناك جواب آخر يتصل بذواتهم النوريّة.. إذ هي أيضًا من أسماء الله. وتوضيحه باختصار هو:

أنّ اللّام في “لله” للمُلْك، أي الأسماء الحسنىٰ هي ملك لله تعالىٰ، وللأسماء الحسنىٰ مصداقان:

• الأوّل: ألفاظ صفاته -عزّ وجل- ، مثل لفظ العالم والخالق، فهي أسماء خَلَقَها الله تعالى ليدعوه عبادُه بها، والمسمّىٰ هو الذّات الأزليّة (خلافًا لبعض أبناء العامة حيث زعموا أنّ الإسم هو المسمّىٰ).

• الثاني: الرسول وآله (عليه وعليهم الصلاة والسلام) فهم مخلوقات نورانيّة، وهم أسماء حسنىٰ، حسنة ذاتهم وحسنة أسماؤهم، وهم مِلْك الله تعالى.

وقوله (فَادْعُوهُ بَهَاَ) الباء سببيّة، أي وسّطوا هذه الأسماء في دعائكم إيّاه، لا كالمشركين الذين كانوا يُوسِّطون الأصنام ويرفضون بعض أسمائه كالرّحمٰن، ولا كالمنحرفين الذين يرفضون توسيط أوليائه.

√√ وحتّى الجمعة القادمة…
نستودعُكم الله.

للاعلى